للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وجوب البعد عن أسباب الوقوع في المعصية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب أبلغ من العمر عشرين عاما وأسكن عند أحد إخواني وأواجه عدة مشاكل منها هو أن زوجة أخي أراها معظم الأوقات متبرجة وبصدرها وأحيانا إظهار فرجها وذلك لإغرائي للوصول إلى المعصية الزنا ولدي أخوان آخران ونفس المشكلة أواجهها وعندما أشاهد ذلك أقلع فورا عنها وأذهب إلى الحمام وأمارس العادة السرية بديلا عن جريمة الزنا التي أخاف أن أقع فيها وأنا شاب يتيم.

وأسكن في إحدى المدن وليس لدي أي شيء ولم أستطع أن أسكن في أي منزل آخر نظرا لعدة ظروف فهل العادة السرية التي أمارسها هي حرام بالرغم أني مارست ذلك للضرورة.

أفتونا جزاكم الله ألف خير. ونحن ننتظر ردكم على أحر من جمر.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

اعلم أن الاستمناء محرم، ويباح فعله للضرورة، وإذا كنت في حاجة إلى السكن مع أحد إخوتك فليس هنالك ضرورة لأن تخلو بزوجته أو أن تنظر إليها متبرجة، فضلا عن أن تنظر إلى عورتها المغلظة، والسلامة أن تبحث لك عن سكن لا تتعرض فيه للفتن، وإن أمكنك الزواج فافعل، وإلا فعليك بالصوم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا خطورة خلوة الرجل بزوجة أخيه، وراجع في هذا الفتوى رقم: ٥٤٦٠١، ولو فرضنا أن هنالك ضرورة لأن تسكن مع أخيك فليس هنالك ضرورة لأن تخلو بزوجته فضلا عن أن تنظر إلى محاسنها بل وإلى فرجها أحيانا.

فالواجب عليك أن تتقي الله تعالى، وتعمل على صيانة نفسك من أسباب الوقوع في المعصية، والاستمناء محرم فلا يجوز الإقدام عليه لغير ضرورة، ومن فعله للضرورة المعتبرة شرعا فلا يأثم، وانظر الفتويين: ٥٥٢٤، ٤٥٣٦.

واعلم أنه ليس هنالك ما يمنع من سكن الشخص مع أخيه في بيته إذا كان سكنه في جزء من البيت مستقل بمرافقه، بحيث لا يمكنه أن يطلع على زوجة أخيه أو الدخول عليها أو رؤيتها متبرجة ونحو ذلك. والسلامة كل السلامة في أن تجتهد في البحث عن سبيل للسكن في مكان لا تتعرض فيه للفتنة.

وينبغي أن تبحث عن سبيل للزواج، فإن لم تستطع فعليك بالصوم عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>