[حكم اللعبة المسماة بـ (الدورة التجارية)]
[السُّؤَالُ]
ـ[الرجاء التفضل بالإجابة عن هذا السؤال:
هناك لعبة عندنا في المغرب تسمى "الدورة التجارية" سأفسر لكم تفاصيلها:
تذكرة بها خمسة أشخاص (أسماؤهم+أرقام الحساب البنكي+العنوان) ، مرتبين في ٥خانات من الأولى إلى الخامسة.
١- تشتري تذكرة المشاركة ب٢٠٠ درهم من الشخص المصنف في الخانة رقم٥.
٢- تقوم بدفع ٢٠٠درهم في حساب المصنف في الخانة رقم١.
٣- تقوم بدفع ٢٠٠درهم أخرى في حساب الشركة المشرفة على اللعبة. يكون إذن مجموع نفقاتك هو ٦٠٠درهم.
٤-بعد ذلك، تبعث إلى الشركة في غلاف مضمون بتذكرة المشاركة، بعد ملئها، مصحوبة بإشعاري الدفع (لصاحب الخانة رقم١ وللشركة)
٥-سترسل إليك الشركة بعد توصلها بغلافك، بثلاث تذاكر يكون اسمك مدرجا في الخانة رقم٥.
٦-ستبيع التذاكر الثلاثة بقيمة ٢٠٠درهم لكل واحدة، إلى ٣أقرباء أو أصدقاء، وبذلك تكون قد استرجعت ٦٠٠درهم التي أنفقت من قبل.
٧- سيقوم زبناؤك بنفس العملية التي قمت بها، وسيتوصل كل واحد منهم ب٣ تذاكر (أي ٣×٣=٩ تذاكر لجميع زبنائك) ، بالإضافة إلى أنك ستصعد إلى الخانة رقم٤ في هذه التذاكر التسعة (٩) .
٨-تسعة (٩) مشاركين جدد سيتوصلون ب٣ تذاكر لكل واحد، ستصبح أنت في الخانة رقم٣ في ٢٧ تذكرة (٩×٣=٢٧)
٢٧ مشارك جدد سيتوصلون ب٣ تذاكر لكل واحد، ستصبح أنت في الخانة رقم٢ في ٨١ تذكرة (٢٧×٣=٨١)
٨١ مشارك جدد سيتوصلون ب٣ تذاكر لكل واحد، ستصبح أنت في الخانة رقم١ في ٢٤٣ تذكرة (٨١×٣=٢٤٣)
عندما تصل إلى هذا المستوى ستتوصل أنت ب ٢٠٠درهم المبعوثة إليك من طرف المشاركين الجدد (لأنك مرتب في الخانة رقم١) إذ ستتوصل في المجموع ب: ٢٤٣×٢٠٠=٤٩.٢٠٠درهم.
(في حالة بيع جميع التذاكر طبعا) .
السؤال:
-ما حكم الشرع في هذه العملية وبالخصوص في المبلغ المتحصل عليه، هل هو ربح من تجارة أم ربا؟
علما أن كل شخص يكون على علم مسبق بقوانين اللعبة ويدفع ماله عن طيب خاطر.
كل شخص مشارك يمكنه الفوز إذا نجح في تسويق تذاكره وبالتالي إنجاح الدورة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه اللعبة التي تسمى الدورة التجارية تشتمل على المحاذير التالية:
١. أن التذاكر المشتراة ليست في ذاتها مالا متقوما ولا تشتمل على منفعة معتبرة شرعا، وبالتالي فوجودها كعدمها لأن المعدوم شرعا كالمعدوم حسا.
٢. القمار حيث إن المساهم قد يخسر ما دفع إذا لم يجد من يقنعهم بالمشاركة، وقد يربح على حساب خسارة آخرين.
وبناء على هذا؛ فإن هذه اللعبة محرمة يجب اجتنابها والإنكار على ممارسيها والراعين لها ولا يسوغها التراضي الحاصل من المساهمين لأن التراضي لو كان يبيح ما حرم الله لأباح الربا، فإن أطرافه قد يكونون متراضين ومع ذلك لا يحل لهم الربا بالتراضي.
وقد صدر عن المجمع الفقهي الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي قرار بشأن تحريم بطاقة سوبريما وهي شبيهة بهذه التذاكر فقد جاء فيه بتصرف بسيط:
أولا: بشأن وصفها:
١. تصل البطاقة إلى طالبها عن طريق شخص أصبح لتوه عضوا ويحمل رقم ٧.
٢. على الطالب أن يدفع ٤٠ دولارا ثمنا لهذه البطاقة للعضو الذي يحمل الرقم ٧.
٣. أن يدفع في حساب العضو الذي يحمل الرقم ١ في البطاقة ٤٠ دورلارا.
٤. أن يحول عن طريق البنك ٤٠ دولارا لشركة فيوتشر استراتيجيز لتغطية نفقات الإدارة.
٥. على العضو الجديد رقم: ٧ أن يبحث عن ثلاثة أشخاص لشراء هذه البطاقات بحيث يدفع له كل واحد منهم ٤٠ دولارا حتى يسترد بذلك الـ ١٢٠ دولارا التي دفعها من قبل ...
ثانيا: الحكم عليها: وقد جاء فيه بتصرف بسيط:
أن التعامل ببطاقات سوبرما يحرم حرمة قطعية وأنه يجب على من تعامل به أن يقلع عنه فورا وأن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا وأن يتحلل من هذا الكسب الخبيث الذي ناله من هذا السبيل بصرفه في أوجه الخير ولا ينتفع بشيء منه لنفسه.
وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: ٣٥٤٩٢، عن التسويق الهرمي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
١٢ رجب ١٤٢٩