للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزواج بغرض الستر فيه ثواب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة متدينة وأخاف الله ولم تكن لي من قبل علاقة ولو صداقة مع أي رجل وليست لي خبرة في التعامل مع الرجال، أحببت زميلا لي في العمل وفاتحني برغبته في الارتباط بي ولكن يرغب في إعطائه مهلة سنة قبل التقدم لأهلي لضعف إمكانياته فرفضت وطلبت منه التقدم ووعدته بمساعدته أيا كانت إمكانياته وحدثت ظروف حيث رفض أهله لكون والدي ووالدتي منفصلين وتمسكنا ببعضنا ولم يكن حتى يلمس يدي وتعلقت به وأحببته أكثر ووثقت به ثقة عمياء ثم حدث ذات يوم أن حضر للبيت في غير وجود أهلي ولم أدخله ولكن مرة أخرى جاء ودخل ودخل الشيطان بيننا ورأى ولمس مني ما لا يراه ولا يلمسه إلا زوجي وكذلك نزل مني دم البكارة بسبب يده وليس المعاشرة وكان دائما يعدني ويطمئني بأنه سيتزوجني وهو يعلم أني لم يمسني أو حتى تحدثت مع رجل غيره من قبل وأنه هو الذي أغواني واستغل أني أحبه وأطيعه وأعتبره زوجي وأنه لن يتركني أبداً وأنا نادمة لما حدث وأستغفر الله وأكفر قدر استطاعتي وتمت خطبتنا بعد عناء وصبر ثم عادت والدته للرفض مرة أخرى وحاولت إرضاءها لكنها أصرت وتم فسخ الخطبة واعتبرت أنها ظلمتني لأني فعلا أحبها وكنت أود أن أتخذها أما وأكون ابنة لها وهي لم تحاول أن ترى في أو في شخصيتي ما يجعلها تغير من رأيها ولم تحاول ذلك أصلا وحدثت له ظروف عائلية تمنعه من الزواج الآن ويقول لي إنه يجب أن يتركني وأتزوج أي شخص آخر وأنا لا أحتمل أن اتركه فأنا أحبه ولا أستطيع الزواج من آخر لحبي لهذا الشخص كما أني لا أحتمل أن أفضح نفسي أمام شخص لا أدري ماذا سيكون رد فعله ولا أحتمل أن أغش شخصا لا ذنب له سوى أنه تقدم للزواج مني ولا أريد أن أتسبب في مشاكل وفضائح لأهلي وأخبرته بذلك وقلت له إنه من الأصلح والأبدي أن يتزوجني حتى مع عدم رضا أهله وأني سأحاول دائما أن أرضيهم لأن هذا فيه ستر لي وإصلاح لخطأ وإرضاء لله وإن في تركه لي هكذا وتخليه عني ظلما فظيعا لي وإهدارا لحق الله وسيحاسبه الله عليه فطلب مني أن أسأل شيخا في مسجد وأنه سيأخذ بما يفتوننا به أرجوك إخباره أنه يجب أن يتحمل مسؤوليته عن ما حدث ويقف إلى جواري ويتزوجني، علما بأنني لم يمسني رجل من قبل غيره ولم أحب غيره وطول عمري لا أختلط بالرجال وأراعي الله جدا في هذا الأمر وهو يعرف هذا، ولكن كل ابن آدم خطاء وأنا تبت فعلا وأكفر بالصلاة والصدقة والصيام ولا أريد أن أفضح نفسي مع آخر ولا أن أقضي حياتي مع غيره (وإذا كان من المطلوب معرفة أي تفاصيل أخرى برجاء السؤال وسوف أذكرها إن كنتم ترون أنها ضرورية لسلامة الفتوى) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أنك وهذا الشاب قد سلكتما طريق الشيطان حتى أوقعكما في ذلك الإثم، وهذا حال كل من لم يراع حكم الله تعالى في اجتناب نواهيه.

وعلى كل فالواجب عليكما التوبة والاستغفار من هذا الذنب الشنيع والإكثار من الأعمال الصالحة والحذر من الرجوع إلى ذلك مرة أخرى، هذا من حيث العموم.

أما بخصوص حكم زواج هذا الشاب منك فإنه وإن كان لا يلزمه لكن ينبغي أن يتزوجك بقصد الستر عليك وهو مأجور على ذلك مما فيه من الستر عليك، ففي الحديث المتفق عليه: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.

ومحل هذا إن قدر على إقناع أمه في الموافقة ولو بتوسيط الأهل والأقارب ومن له جاه مقبول عندها، وإن لم يفعل فإننا ننصح الأخت السائلة بأن تكف نفسها عن التفكير فيه، وعليها أن تلجأ إلى الله تعالى وهو قادر سبحانه على أن يرزقها خيراً منه وهو سبحانه مقلب القلوب.

وهذا وننبه إلى أن كان هذا الشاب قد أزال بكارتك بيده أو نحو ذلك وأنت غير راضية وجب عليه أن يدفع لك أرش جنايته، وراجعي الفتوى رقم: ٢٠٩٣١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ جمادي الأولى ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>