للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يجب على من بها عيب في النطق إخبار من يريد نكاحها]

[السُّؤَالُ]

ـ[تقدم لي شاب يعمل دكتورا في الجامعة وهو على خلق أرغب في الزواج منه وفي نفس الوقت أخاف فأنا يا شيخ عندي مشكلة في نطق حرف وأظنه أنه لم يلاحظ علي هذا، وأخاف إذا تزوجته واكتشف أنه لدي مشكلة في نطق هذا الحرف يقول إني خدعته ولماذا لم أقل له من قبل، صراحة يا شيخ أخاف أن أقول له فيعيب علي، أريد أن أتزوج لكني أخاف أن يعيب زوجي علي وهذا المتقدم لي دكتور فأكيد يرغب في زوجة تشرفه أمام الناس، تخيل يا شيخ أنه حينما تحصل مشكلة بيني وبين أبي أقرب الناس إلي فإنه يعيب علي أمام إخوتي كان يعيب علي وأنا في المدرسة حتى أني كرهت المدرسة بسببه كانت أمي تشجعني سبحان الله والحمد الله دخلت الجامعة، لكني مازلت أكره أبي وأعتقد أنه لم يقبل بي أحد لهذا العيب، فماذا أفعل يا شيخ هل أصارح هذا الشاب قبل الزواج أم لا، ادع لأمي بالشفاء وطول العمر يا شيخنا؟ وجزاك الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العيب المذكور ليس عيباً يمنع الزوج من الاستمتاع، ولا هو تشوه تنفر عنه القلوب والأبصار، بل هو أمر في غاية السهولة، فلا ينبغي لك أن تذكري هذا العيب، وليس السكوت عنه من الغش، ومن عابك بسبب ذلك فإنما عاب بسبب جهله وتعديه، والواجب عليه أن يحمد الله الذي أكمل له النعمة بتمام الفصاحة والبيان، لا أن يعيب الآخرين، وعيب الآخرين وانتقاصهم بمثل هذا اعتراض على خلق الله وإرادته سبحانه وتعالى، والدكتور أو غيره لا يتزوج المرأة ليباهي بها في المجالس، ولا من أجل أن تكون خطيبة في المحافل.

وخلاصة القول أن العيوب التي يجب ذكرها ويحرم كتمها هي العيوب التي لا تطاق كالجذام والبرص والقروح السيالة في الفرج، والعيوب التي تمثل أمراضاً خطيرة يمكن انتقالها إلى الزوج أو الأولاد كالإيدز ونحوه من الأمراض الضارة المعدية، أو العيوب التي تمنع الزوج من الوطء كالرتق والقرن، ويمكن مراجعة الفتوى رقم: ٥٣٨٤٣.

فلا تخبري الزوج بشيء وامضي فيما أنت فيه من أمر الزواج، وننبهك إلى عبارة سقطت منك وهي قولك (مازلت أكره أبي) فمثل هذا لا يقوله مسلم، وراجعي في بر الوالدين الفتوى رقم: ٩٨٤٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>