للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فرغ للعمل في الجيش فزور وأخذ راتبا بغير عمل]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤال مهم يرجي مساعدتي في الإجابة عنه:

ـ سائل يسأل وهو موظف يعمل في شركة نفطية منذ خمس سنين، وهذه الشركة تطالب موظفيها بإحضار ورقة إنهاء شهر الجيش، وهو شهر يأتي كل سنة، حيث تفرّغ الشركة الموظف في هذا الشهر حتى يتمه، وهذا الموظف قد تحصل على إنهاء وخرج من الجيش نهائياً وعند ما تطالبه الشركة بورقة شهر الجيش يأتي بها مع أنه مفرّغ من الجيش، وذلك لمعرفته لبعض الأشخاص الذين يعملون في الجيش، وهو الآن يتقاضي هذا المرتب لمدة خمس سنين، فالسؤال:

ـ ما حكم هذه النقود التي يتقضاها هذا الموظف، وإذا كانت غير جائزة فماذا يفعل لكي يتخلص منها؟ وما حكم المداومة في هذا العمل؟

ملاحظة:

مضى على هذا العمل خمس سنين أي الجمع لهذا الشهر.

المطلوب:

الطريقة الناجحة في رد هذه النقود وكيف تتم؟ مع أخذ العلم بأنه قد تحصل مفسدة كبيرة إذا عُلم بذلك، من حيث ربما السجن أو الفصل من العمل، ثم كيف يتم ولمن ترد هذه النقود؟ وإشكال آخر وهو أن هذه النقود قد يصعب علي معرفة قيمتها بالضبط، حيث إنها قد خلط عليها أيام العمل والمبيت والعمل الإضافي. ثم هل يجوز لي أن أتخلص من هذه النقود إلي جهات خيرية آخرى بحيث تكون النية لهذه الشركة؟ عموماً أنا حيران لا أدري كيف أتصرف علماً بأني ما زلت أعمل في هذه الشركة حتى الآن.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت الشركة التي يعمل فيها السائل تفرغه من عمله الأساسي في كل سنة شهرا للعمل في الجيش فلا يعمل، ويحضر ورقة مزورة تفيد أنه عمل ولم يعمل في حقيقة الأمر، فمعنى هذا أنه لا يستحق راتب ذلك الشهر الذي لم يعمل فيه، لأنه إنما يستحق العوض بالعمل ولم يعمل، فالمطلوب منه أولا الإقلاع عن هذا الذنب والتوبة إلى الله عز وجل من تناول مال الشركة بغير حق.

وأما عن الأموال التي أخذها في السنين الماضية بدون عمل فالواجب ردها إلى الجهة المعنية بهذه الأموال من الشركة، وإذا خشي ضررا فيردها بدون إخبارهم بحقيقة أمره، والعاقل لن يعدم حيلة يتوصل بها إلى ذلك، وإذا كان لا يعلم قدر هذه الأموال عمل فيها بغالب ظنه.

وننبه السائل إلى أنه مطالب بالتخلص من راتب الشهر الذي لم يعمل فيه فقط دون سائر شهور السنة التي عمل فيها، ويجب عليه الامتناع في المستقبل عن إحضار ورق مزور.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ جمادي الأولى ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>