للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم كتابة فواتير وهمية ليحصل على عمولة من عمله]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أعمل في شركة مواد غذائية (مندوب مبيعات)

أتقاضى راتبا شهريا والحمد لله وعمولات شهرية

ولكن في الفترة الأخيرة ربطوا العمولات بعدد من الزيارات والفواتير وهي شبه مستحيلة ولكن بعض الإخوة من المندوبين يقومون بعمل زيارات وفواتير وهمية لا أساس لها من الصحة السؤال (هل يجوز لي عمل مثل هذه الزيارات والفواتير الوهمية؟) وجزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الفعل المذكور قد اشتمل على عدة أشياء محرمة شرعا:

الأول: تعمد الكذب، وهو من أسباب الشقاء والعياذ بالله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم: وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.

والثاني: الغش، وقد قال صلى الله عليه وسلم في شأنه: من غش فليس مني. رواه مسلم.

والثالث: أكل أموال الناس بالباطل، لقوله صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه. رواه مسلم.

وعليه، فما تأخذه عوضا عن هذا العمل المحرم كسب حرام، ولتعلم أن من اتقى الله تعالى جعل له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. قال سبحانه: [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ] (الطلاق: ٢-٣) .

وقال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه الطبراني في المعجم الكبير. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة. وراجع الجواب: ٤٨٥٥٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ ربيع الثاني ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>