للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل الأولى قضاء الدين أم إرسال الوالدين للحج]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعمل أنا وزوجي بإحدى البلاد العربية، ورزقنا الله رزقا العام الماضي توجهنا به لأداء فريضه الحج، وحاولنا إرسال والدينا لأداء فريضه الحج، ولكن لم يكتب الله لهم ذلك، والآن معنا مبلغ محدد من المال وتغيرت الظروف ولم يعد نفس باب الرزق مفتوحا، وعلمت من زوجي أن علينا دينا يستحق سداده بعد عام من الآن وهذا الدين حوالي ٣ مرات المبلغ المتوفر معنا الآن، بالإضافه إلى أني مريضة ولا أنجب وننفق شهرياً مبالغ كبيرة لمحاولة الإنجاب، ويريد زوجي إرسال والدينا لأداء فريضة الحج هذا العام معللاً ذلك بأنه يمكن تقسيط مبلغ الدين وأن الله سيرزقنا من حيث لا نعلم، وأقول له دعهم هذا العام حتى تتحسن أحوالنا ونسدد ديننا وبعدها نرسلهم لأداء الحج، وإن لم يمهلهم الأجل نؤديها عنهم من أول رزق يأتي لنا. فهل أنا مخطئه فى ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن بر الوالدين والإحسان إليهما من أعظم القربات ومن أهم أسباب رضا الله، كما أنه سبب للبركة في العمر والرزق.

أما عن سؤالك فإن إعانة الوالدين على أداء الحج سواء كانا مستطيعين أم لا، هو من أفضل أنواع البر، لكن ذلك ليس بواجب على الولد وإنما هو تطوع، فإذا تعارض هذا التطوع مع قضاء الدين الحالي فيقدم الدين بلا شك. وأما إذا كان الدين غير حال فينظر إن كانت إعانة الوالدين على الحج هذا العام ستؤدي إلى العجز عن سداد الدين في وقته المستحق، فيقدم الدين أيضاً.

وأما إذا كان ذلك لا يؤثر على أداء الدين في وقته المستحق أو رضي صاحب الدين بتأجيله أو تقسيطه فلا بأس بإحجاج الوالدين على وجه الاستحباب لا اللزوم، إلا أن الأولى المبادرة بقضاء الدين إبراءاً للذمة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>