للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الأجرة والربح المضاعف.. رؤية شرعية أخلاقية]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا طبيبة أسنان تخرجت حديثا عرض علي العمل في مركز متخصص بعلاج الأسنان لم أذهب للعمل سوى يوم واحد، لم أستطع بعدها الذهاب مرة أخرى لخوفي أنه هناك شيء غريب يحصل, الطبيب يأخذ من المرضى كشفا للعلاج خياليا يصل إلى أكثر من ١٠ أضعاف ما يستحق العلاج، سألت ولكن كان الجواب أن له الحرية في أن يأخذ ما شاء من أتعابه وهو الذي يقرر المبلغ المطلوب، علما بأن المواد المستخدمة والعلاج نفسه هي نفسها موجودة في مراكز العلاج الأخرى التي تأخذ تكاليف العلاج أقل بكثير من هذا المركز، سؤالي هو: هل طبيب المركز على حق وهو لا يخالف الشريعة، أنا لا ارتاح مطلقا إذا دخلت للمركز وأشعر بالاختناق فيه؟ جزاكم الله كل الخير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الربح سواء كان عن بيع أو إجارة ليس له حد ينتهي إليه عند أهل العلم، بحيث يحرم ما زاد عليه، وما يأخذه الطبيب في مثل هذه الحالة يعتبر أجرة كشفه، ولكن لا ينبغي للمسلم أن يكون جشعاً أنانياً، لا يهمه إلا الجانب المادي فقط، وإنما يجب أن يكون الجانب الخلقي في صدارة اهتماماته وأهدافه، فيراعي الناس في بيعه لهم وشرائه منهم وفي كل معاملاته، وقد روى البخاري وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قول النبي صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى.

ولا شك أن عدم ارتياحك لما يفعله هذا الطبيب دليل على السماحة الموافقة لأخلاق المسلم، ويستحب لك نصح المسؤولين عن هذا المركز بالرفق بالمرضى والتعامل معهم بسماحة وبلا استغلال لحالتهم، وللمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٣٩٣، ١٤٧٥٥، ٣٣٢١٥، ٧٢١٠٣.

كما ننبهك إلى أن عمل المرأة لا يجوز إلا بالضوابط الشرعية التي سبق بيانها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٢٢، ٣٨٥٩، ٥١٨١، ٨٩٧٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>