للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من حق الزوجة على زوجها أن يحسن عشرتها]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا إمرأة متزوجه منذ ١١ سنة مخلصة لزوجي وكنت أثق فيه لدرجة العمى ولكن قبل فترة تغير علي وكل هذا بسبب النت يجلس على النت بالساعات ولما آتي لأجلس معه أحس أنه يتضايق مني، حصلت مشكلة بسبب النت وحصلت بيني ويبنه فجوة كبيرة لأني كنت أثق فيه، وحصل غضب كبير بيني وبينه ووعدني أن هذا الشيء لن يتكرر، لكن أنا أرى أنه رجع لنفس الشيء، وكل ما أكلمه يغضب علي من جديد ويستمر لأيام، وأنا في بلد الغربة ليس عندي أحد أتكلم معه أو أشكو له غير الله سبحانه وتعالى، ودموعي كل ليلة أذرفها وهو لا يهتم، أنا أسأله لم تفعل كذا؟ يقول (أنا رجال واسوي اللي يحلى لي ويطالب بحقوقه كزوج وأنا مالي حقوق عليه!) أنا وإياه أصبح لنا أكثر من ستة شهور لا يمر يوم إ لا ولا بد أن يكون فيه غضب، أنا تعبت ونفسيتي تعبت ولم أعد قادرة على أن أتحمل، لماذا الزوجة يجب عليها أن تخلص لزوجها وهو عكس ذلك؟ بعض أوقات أفكر أني أترك البيت بجدية لكن أتذكر عيالي الذين ليس لهم غيري، وأنا لا أتحمل بعدهم عني، هل حبي له هو الذي يجعله ينفر مني؟ أتمنى أن أجد الإجابة في ثنايا صفحاتكم لأني أحس أني على وشك الانهيار؟

وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الزوج يتصفح ما لا يحل له النظر إليه أو يسمع ما لا يجوز له سماعه فعليه التوبة إلى الله من هذه المعصية، والإقلاع عنها فورا، وعليه أن يعلم أن لزوجته حقا عليه، سيسأل عنه يوم القيامة، ففي الحديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. والرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها. متفق عليه.

فالمسؤولية مشتركة بين الزوج وزوجته، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة: ٢٢٨}

فكما يطالبها بحقه، عليه أن يؤدي حقها، ومن حقها عليه أن يحسن عشرتها، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ {النساء:١٩} .

وأما الزوجة فننصحها بأن تلتجئ إلى الله عز وجل وتسأله الهداية لزوجها، وأن يتوب عليه من هذه المعصية، وننصحها بالصبر على زوجها وعدم خلق مشاكل معه، وينبغي لها أن تستميل قلبه شيئا فشيئا، وتأخذ بيده، وتحاول شغل وقته بغير هذا الجهاز، وتدله على بدائل أخرى يقضي فيها وقته إن استطاعت، وينبغي للأخت السائلة أن تراسل قسم الاستشارات في موقعنا فستجد من كلام المختصين في قضايا الأسرة ما يعينها إن شاء الله على تجاوز الخلافات مع زوجها. وتراجع الفتوى رقم: ٥٣٨١.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ رمضان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>