للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أمور تعين على صرف القلب عن التعلق بأجنبي]

[السُّؤَالُ]

ـ[ها أنا أراسلكم لما استعصي علي الحال ولم أجد لمشكلتي من سبيل إلى الحل إلا بمساعدتكم لي وأسألكم عونكم بعد عون الله عز وجل مشكلتي أنني كنت في أمان الله إلى أن جاء يوم طرق فيه الشيطان باب قلبي فوقعت في حب شخص رائع في كل شيء، ولكن صدمت بأنه خاطب فحاولت وما زلت أحاول أن أبعده من فكري ولكن لم أستطع فصرت أدعو في صلاتي وأسال الله أن كان في من أحب خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أن يجعله لي زوجا وإن كان فيه شر في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أن يبعده عني وأن يبعدني عنه وأن يخلف لي خيرا حيث كان وأن يرضني به، والحقيقة أنني لست أعلم إن كان من حقي أن أدعو بهذا الدعاء وكذلك سجلت في مدرسة لتحفيظ القرآن وعزائي في ذلك أن يملأ الله قلبي بالقرآن بدل هذا الحب، ولكن صراحة مر وقت طويل ولم أستطع أن أتخلص من هذا الشعور لدرجة أنني أرفض أي خاطب لأن حبي لذلك الرجل مازال في قلبي وموافقتي على أي خاطب أعتبره خيانة لهذا الخاطب ولا أستطيع أن أبدا حياتي بالخيانة، فأرجوكم أعينوني أعانكم الله فأنا أسأل الله في كل صلاتي أن يستبدل هذا الحب بحبي لله، ولكن طال الأمر وتعبت جداً إلى درجة إنني أقول في نفسي إن الله لا يحبني، أرجوكم أنقذوني من هذه المشاعر الجارفة وما السبيل إلى التخلص منها لا تبخلوا علي بالعون وآسفة على طول الرسالة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يحفظك من كل سوء ومكروه، وأن يملأ قلبك إيماناً ومحبة لله جل جلاله، والدعاء الذي تدعين به لا حرج فيه إن شاء الله تعالى، وعليك أيتها الأخت الكريمة أن تحذري من أن يوسوس لك الشيطان فتقعي في أمر لا يرضاه الله تعالى، وقد أحسنت عندما شغلت وقتك بحفظ كتاب الله العظيم، وننصحك إضافة إلى ذلك أن تشتغلي بمطالعة الكتب النافعة، والسير المؤثرة، ومن ذلك كتاب الإمام ابن الجوزي الحنبلي المسمى بصفة الصفوة فإنه كتاب نافع مفيد.

وننصحك أيضاً بأن تقبلي من أتاك ممن يرضى دينه وخلقه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.

ولا تكثري التخوف من عدم قيامك بحق من يتقدم إليك، فإن هذه وساوس يلقيها الشيطان في النفس لتتركي ما أحل الله لك، وتبقى نفسك معلقة برجل قد لا يكون مستعداً للزواج منك، وفقك الله لمرضاته، ورزقك الزوج الصالح.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>