للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم رفع اليدين أثناء الدعاء]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما حكم رفع اليدين عند الدعاء دبر الصلاة المكتوبة أو غيرها, وأثناء الدعاء للميت عند الدفن، وكذلك عند ختم المجلس والدعاء لصاحب الطعام؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد روى مسلمٌ في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم، وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! ومطعمة حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. فأنى يستجاب لذلك.

فجعل من أسباب قبول الدعاء مد اليدين إلى السماء.

وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وغيرهما من حديث سلمان رفعه: إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفرا. قال الحافظ وسنده جيد.

وتواتر عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه في الدعاء وشواهدُ ذلك كثيرة يصعب حصرها، كلُ ذلك يدل علي أن الأصل في الدعاء هو رفع اليدين إلا أن يرد دليلٌ يفيد العكس، وعليه فرفع اليدين في المواضع التي ذكرتها مشروع، وقد فصلنا القول في حكم رفع اليدين بالدعاء دبر الصلاة في الفتوى رقم: ٥٣٤٠، وانظر أيضاً الفتوى رقم: ٢٣٩٨٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>