للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سبيل الخلاص من تبعات الزنا الأصغر]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل وقعت في الزنا من وراء لعق النهدين والقبلات؟ وما حكم الزنا الأصغر؟ أريد أن أرتاح؟ أجيبوني أعانكم الله؟ لا أريد جوابا سابقا:- (هل أنا زانٍ ويقام الحد عليَّ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما قمت به من أعمال هو من الأمور المحرمة شرعا، والزنى الأصغر لأن الله سبحانه وتعالى قد أمر بعدم قربان الزنى فقال: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الأسرى: ٣٢} وعدم قربانه إنما يكون بترك مقدماته من لمس وتقبيل ونحوه كذا كل ما يؤدي إليه من خلوة وحديث ونظر.

وما فعلته من أعمال محرمة لا يوجب حدا لأنه ليس فاحشة لعدم الإيلاج ولكنه خطير جدا، فقد روى الطبراني والبيهقي من حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رجاله ثقات، وسبيل الخلاص من ذلك التوبة منه وكثرة الاستغفار وعمل الصالحات من صلاة وصيام وصدقة قال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {طه: ١١٤} وقد ذكر الطبري في سبب نزولها قال: حدثنا هناد بن السري قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا قال عبد الله بن مسعود: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني عالجت امرأة في بعض أقطار المدينة فأصبت منها ما دون أن أمسها فأما هذا فاقض في ما شئت، فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت على نفسك، قال: ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فدعاه فلما أتاه قرأ عليه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {طه: ١١٤} فقال رجل من القوم: هذا له يارسول الله خاصة؟ قال: بل للناس كافة.

فليس عليك حد فيما فعلت ولكن عليك توبة وندم واستغفار، واستتر بستر الله ولا تعد إلى مثل ذلك الصنيع، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٥٧٧٩ // ٢٠٠٦٤ // ٣٠١٥٨، فقد بينا خلالها ما يجب على من فعل مثل ذلك، ومراجعتها سهلة ميسورة لا مشقة فيها ولا غموض، إنما تضغط بزر الماوس على رقم الفتوى المحال إليه وستظهر أمامك على الشاشة ثم تعمل تراجعا عنها إن شئت وستعود إلى الفتوى الأصلية وهكذا، نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ محرم ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>