للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بين ارتكاب المعصية والردة]

[السُّؤَالُ]

ـ[في موقع على الإنترنت وجدت فيديو كانت تظهر على صورته الأولى نساء منتقبات، فترددت في فتحه حيث خفت أن يكون فيه استهزاء بالنقاب لقرائن تدل على ذلك، وفي فتحي له سوف يزداد الرقم في عدّاد مشاهديه، فتزداد حظوته، ولكن وسوست لي نفسي أن الأمر قد لا يكون كذلك، وأنهن قد يكن راقصات ففتحته، فإذا بهم يستهزؤون بالسعوديات، ففزعت لذلك وأغلقته سريعا وندمت ندما شديدا. هل فتح هذا الفيديو كفر؟ وهل من فعل فعلا كفريا عليه الغسل؟ علما وأن لي أسئلة كثيرة من هذا النوع والتي تقض مضجعي.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق لما يحبه ويرضاه.

ولتعلم أن ما وقعت فيه من فتح الفديو أو مشاهدته. ما كان ينبغي لك فعله، لكن إن كان محض خطأ منك فإن الخطأ معفو عنه ومرفوع عن هذه الأمة، كما دلت على ذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة، فقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:٥} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه أصحاب السنن وصححه الألباني.

ولتعلم أن كفر المسلم ليس بالأمر الهين؛ فالمسلم لا يكفر إلا بلفظ صريح أو تعمد فعل لا يحتمل التأويل، وقد عرف أهل العلم كفر المسلم (الردة) بأنه: إتيان الشخص الذي تقرر إسلامه بقول أو فعل أو اعتقاد دل الشرع على أنه كفر. قال خليل بن إسحاق: الردة كفر المسلم بصريح أو لفظ يقتضيه أو فعل يتضمنه، كإلقاء مصحف بقذر، وشد زنار، وسحر، وقول بقدم العالم أو بقائه، أو شك في ذلك. ولذلك فإن ما وقع لك لا يعتبر كفرا، وإنما هو خطأ تستغفر منه الله تعالى.

وأما من فعل فعلا يكفر به، فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن عمله قبل ذلك قد حبط فيبطل بذلك غسله ووضوؤه وكل أعماله، وذهب بعضهم إلى أنه لا يبطل إلا إذا مات على الكفر.

انظر تفاصيل ذلك وأدلته وأقوال أهل العلم فيه في الفتوى: ٣٧١٨٥، والفتوى رقم: ٦٨٣١٣.

وبخصوص أسئلتك فإن المركز يرحب بما تعلق منها بالأمور الشرعية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ ربيع الأول ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>