للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الغش في الامتحانات وطلب الواسطة للحصول على وظيفة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب سوف أتخرج بإذن الله بعد سنة ونصف اختصاص مهندس دولة في الإعلام الآلي ولقد التزمت منذ سنتين وقبل التزامي كنت أغش في الامتحانات ولكن بعد التزامي تبت من ذلك ومرت السنة الثالثة من تخصصي بدون غش والحمد لله وأنا الآن في السنة الرابعة ونحن معلوم عندنا أن الحصول على وظيفة لا يتم إلا بالمعارف وفي المكان الذي يعمل فيه أبي يحتاجون إلى مهندس من تخصصي فأخبرني أبي أنني بعد تخصصي سوف أعمل في هذا المكان ولكن هذا لا يتم إلا بامتحان يجتازه بعض الناس من نفس التخصص وينجح منهم واحد ولكن انتشر في بلادنا أن هذه الامتحانات هي مجرد صورة أمام الناس حتى أنه في الجرائد انتشرت مثل هذه الأخبار والناجح يكون معينا قبل الامتحان مع العلم أنه ليس لي يقين في هذه المسألة وأنا لدي أسئلة في هذه المسألة ...

هل يجوز لي أن أبحث عن معارف للحصول على عمل إن كنت مؤهلا للحصول على هذا العمل؟ إن كان الجواب بنعم فهل توبتي السابقة من الغش ودراستي بدون غش تجعلني مؤهلا للحصول على هذا العمل؟ وكيف لي أن اعرف أن مؤهلاتي أحسن من الآخرين، وإن فرضنا أن أحدا حصل على عمل لا يستحقه فهل الآجر الذي يتقاضاه من هذا العمل حلال أم حرام، وهل له أن يتوب ويبقى في هذا العمل، ولأصدق معكم أن هذه الفكرة كانت تدور في رأسي.

وأخيرا ماذا تنصحوني لأن الزواج هو كل تفكيري الآن وأخاف أن أرتكب الحرام للوصول لهذا الأمر مع العلم أن عمري ٢٢ وما عدت أحتمل الفتن التي تحيط بي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالغش في الامتحانات محرم وعلى من مارسه أن يتوب إلى الله عز وجل ويقلع عنه وهذا ما ظهر لنا من سؤال الأخ، والتوبة تجب ما قبلها، وليجتهد في تحصيل العلم النافع والإتقان فيه، وإذا كانت الجهة التي يريد أن يعمل عندها تشترط تجاوز امتحان ما فيجب التزام هذا الشرط فالمسلمون على شروطهم، ولا يجوز التحايل على هذا الامتحان.

وأما حكم طلب توسط الأقارب في سبيل الحصول على وظيفة فلا مانع منه إذا كان الشخص مؤهلا للوظيفة التي يطلبها ولم يزاحم من هو أحق منه، ومعرفة الأحق من غيره قد تكون متعذرة، ولذا يتقدم الأكفاء فإن استوعبهم العمل عملوا جميعا وإلا أقرع، وإذا خاف المستحق أن يضيع حقه في العمل فلا مانع من التوصل إلى هذا الحق بالواسطة ولو أدى إلى حرمان غيره ولأنه هنا يأخذ حقه، وراجع في مسألة من حصل على عمل بشهادة غش في امتحانه الفتوى رقم: ١٠٨٥٤٥.

وبالنسبة للزواج فننصح السائل بالمبادرة إليه وإذا كان قادرا عليه وهو خائف من الوقوع في الحرام فهو في حقه واجب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ محرم ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>