للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[موقف الموظفة من رئيس العمل ذي القلب المريض]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أعمل في إحدى الدوائر الحكومية وهي إسلامية والحمد لله، ولكن مثل ما تفضلتم مجال اختلاط ولكن ليس بالاختلاط المذموم ولله الحمد. ولكن لي رئيس يضايقني أحيانا بكلامه لما أدخل عليه لغرض العمل بقوله أنت إنسانه صالحة مؤمنة، وسددته بحديث نبوي احثوا في وجوه الممدوحين التراب وسكت بعد ذلك وحدث لي معه مواقف كثيرة بالكلام كنت لما أطلب منه عملا معينا يضع يده على عيونه ويقول لي عيوني لك. وألاحظ عليه أنه ينظر إلي كثيرا علما بأنني متنقبة ولايرى مني إلا الكفين. حتى أنه ينظر إلى أصابع يدي، مرة كنت لابسة لخاتم وسألني لماذا تلبسين خاتمين نفس الشكل، ومرة سألني عن جواربي حتى ينظر إلى قدمي، أنا لا أدري ينظر إلي أنا فقط أم يرسل النظرات على كل النساء الموجودات في القسم؟ وسؤالي ماذا يجب علي أن أفعل تجاه مثل هذا الإنسان؟ والله أقسم لكم بأنني أكره العمل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني الكره وأحب الجلوس في المنزل، بل يجب على المرأة المسلمة كما قرره الشرع الحنيف أن تقر في البيت، ولكن المشكلة بأني لا أجد مصدر دخل آخر غير عملي هذا.

أطلب منكم الدعاء أن تدعوا لي بأن الله يستر علي بزوج صالح يغنيني عن الوظيفة، وهذا دعائي دائما في صلاتي وأقر في بيتي معززة مكرمة وأخدم زوجي وأكون له نعم الزوجة الصالحة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبارك الله فيك وأثابك على حرصك على عفتك وصيانتك لعرضك، ورزقك الزوج الصالح الذي يغنيك عن هذا العمل.

وإن خير ما تتقين به هذا الرجل المريض القلب هو تمسكك بحجابك والتزامك، فإن الرجل الذي في قلبه مرض إنما يطمع في المرأة إذا وجد منها سفورا في اللباس، وخضوعا في القول، قال تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً. {الأحزاب٣٢}

فإذا لم ير في لباسها سوى الاحتشام ولم يسمع منها سوى الشدة والحزم في الكلام، أيس منها وذهب طمعه فيها، واحترمها، ولم يتعرض لها بسوء، فننصحك بهذا السلاح في مواجهته، وننصحك كذلك بأن تستري الكفين والقدمين عند احتياجك للدخول عليه، وتبالغي في التحجب والتستر، ولا تليني معه في الكلام، ولا تتكلمي معه إلا عند الحاجة، وإياك أن تدخلي عليه وحده.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ محرم ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>