للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[في الحلال غنية عن الحرام]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا متزوج من خمس سنوات ولي ابنة ولكني أميل إلى التعرف على فتيات أخريات وقد أقع في أشياء معهم وذلك لأنني وسيم ولازلت شابا فماذا أفعل هل أتزوج من أخرى فيها المواصفات الشكلية التي أحبها أم ماذا أفعل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن العلاقات التي تنشأ بين الرجال والنساء بغير طريق الزواج المشروع أمر محرم شرعاً، سواء كان ذلك عن طريق الهاتف أو المقابلات أو غيرها، لما يصحب ذلك من أنواع الاستمتاع المحرم، ولأنه أمر محرم في ذاته أيضاً، فقد أمر الله المؤمنين بغض البصر، وحفظ الفرج، ورعاية حرمات الناس، ولمزيد من الفوائد راجع الفتاوى التالية: ١١٧٧١، ٢١٨٠٧، ٢١٣٠٧.

وقد نظم الشرع إشباع احتياجات الإنسان من مأكل ومشرب وشهوة بالطرق المشروعة دون الممنوعة، فحث الشرع من لم يستطع الزواج مع احتياجه إليه على الصوم، لأنه مانع له من الوقوع في الحرام، وأباح للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة بشرط ألا يتجاوز أربعاً إذا كان قادراً على ذلك، مقيماً للعدل بينهن، وراجع في هذا الفتوى رقم: ٩١٥١، والفتوى رقم: ١١٧١٧.

واعلم أيها السائل أن الميل الذي في قلبك يحتاج إلى علاج سريع قبل أن يفجأك الموت، وأنت على هذا الحال الشنيع الذي لا يحبه الله ولا يرضاه، فتلقاه بذنوب لا قدرة لك على تحمل عقابها، قال الله تعالى: (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ) [الأنعام:٣١] .

وقال تعالى: (خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً) [طه:١٠١] .

ونقول لك: هل تحب أن يفعل الناس بأمك أو أختك أو ابنتك أو زوجتك ما تفعله أنت ببنات الآخرين وزوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم؟! سنترك لك الإجابة.

وإننا لنوصي الأخ السائل بأن يسارع بالتوبة إلى الله تعالى، فذلك واجب على كل عاصٍ لله عز وجل، ولا يتحقق ذلك منه إلا بترك هذه الذنوب، والندم على فعلها، والعزم على عدم العودة إليها أبداً، كما ننصحه بأن يقنع بزوجته التي تحته، فإن لم تكفه، فليسلك الطريق المشروع وهو الزواج بأخرى، وليكف نفسه عن التفكر في الحرام، والله تعالى نسأل أن يشرح صدره، ويهدي قلبه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ شعبان ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>