للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التوبة من المعاصي لا تتوقف على الحج]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب عمري ٣٤ عاما أعاني من الشذوذ الجنسي منذ عمري ١٣ سنة تبت إلى الله عدة مرات وأعود إلى نفس الشيء تزوجت وغيرت بلدي والأصدقاء ولكن نفس الشيء لقد قررت أن أذهب إلى الحج ولكن على مدى ٤ سنين أخذت مالا ليس من حقي ولقد بدأت أرجع المال إلى أصحابه ولكن أحتاج إلى سنة تقريبا إلى أن أسدد الدين الذي علي لكن أريد أن أحج لكي يغفر الله لي ذنوبي وأتوب من اللواط هل أقدر أن أحج علما أن الدين سوف أسدده على مدى عام علما أن الناس الذين أخذت المال منهم بدون حق لا يعرفون ذلك وأني سأرجع المال لهم بدون علمهم ولكن يجب أن أحج لكي أوقف اللواط وأنا أخاف الله كثيرا هل يحق لي الحج أرجو أن تتطلع على فتوى رقم ٢٦٦٢٣٥ التي تخصني قبل أن تعطوني الرد أرجوكم ساعدوني حيث إني أخاف أن أموت قبل أن أحج وأتوب.

وشكرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن على الأخ السائل هدانا الله وإياه أن يحذر من عذاب الله ويتوب إلى الله توبة صادقة من عمل هذه الجريمة المنكرة المنافية للأخلاق؛ إضافة إلى أنها كبيرة من الكبائر العظام. وليراجع الفتويين برقم: ٧٥٤٩، ١٦٢٢٤. وكذلك الفتوى رقم: ١٨٦٩. وليعلم أن من تاب إلى الله خالصا من قلبه قبلت توبته، وإن عاد ثم تاب فإن الله يقبل توبته أيضا، لكن هذا ليس مبررا للرجوع إلى الفاحشة مرة أخرى بنية التوبة بعدها فقد يعاجله الموت قبل أن يتوب، وقد لا يوفق للتوبة، لذا فعلى السائل أن يتقي الله في نفسه وليبتعد عن هذه المنكرات، واعلم أن توبتك لا تتوقف على الحج، بل يجب أن تبادر بالتوبة، فإن تبت وصدقت في ذلك قبلت توبتك، وأما الحج فإن استطعت أن تحج بمال حلال فافعل، ولا يجب عليك أن تستدين لتحج، أما إن كان المال الذي ستحج به من الأموال التي أخذتها بغير حق شرعي فإن الحج بالمال الحرام عند الحنابلة لا يجزئ، وعند الجمهور يجزئ مع الإثم ونقصان الأجر كما أوضحنا في الفتوى رقم: ٧٣٤١، وإن كان مالك لا يكفي لسداد الدين ونفقة الحج -كما هو الظاهر- فإنك غير مستطيع. ولمعرفة أحكام الدين مع الحج. راجع الفتاوى التالية: ١١٥٤١، ٢٨٢٧، ٣٤٤٨. ولبيان توبة من أخذ مالا بغير حق طالع الفتوى رقم: ٦١١٢٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>