للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ماهية أخبار الكهنة والعرافين]

[السُّؤَالُ]

ـ[الإخوة الأعزاء في مركز الفتوى

لدي سؤال وإجابته مهمة جدا بالنسبة لي فأرجو ألا تحيلوني على سؤال مشابه لأن الأسئلة أحيانا تكاد لا تكون متشابهة إلى حد كبير وجزاكم الله خيرا

سؤالي هو: أعرف امرأة مسنة تبلغ من العمر ٦٠عاما من أقاربي هي لا تعمل ولكن لديها راتب زوجها المتوفى توجد ظاهره أو موهبة لديها وهي يطلب منها بعض الناس وكلهم من الأقارب لكي تكشف لهم عن الحظ أو الأمور المستقبلية فتقوم بوضع سبعة من نوى التمر في يدها وتلقيهم على الأرض وبعدها تقول للشخص سوف يحدث معك كذا وكذا سواء كان خيرا أو شرا وكل كلامها يكاد أن يكون صدقا وأشرح لك باختصار بعض مواقف من مواقفها وأغربها. قالت لامرأة حامل سوف ترزقين ببنت قالت لها الحامل أنا ذهبت للدكتورة وأكدت لي أنه في بطني ولد فقالت بكل تأكيد ولكن أنا أقول إن في بطنك بنتا ١٠٠% وصدقت أنجبت المرأة بنتا وقالت لامرأة أخرى سوف يموت لديكم عزيز هذا الأسبوع وبالفعل مات زوجها في اليوم الثاني وكثيرا وكثيرا من هذه الأحداث التي جعلتني أحتار في أمر هذه المرأة

وعندما سألت المرأة عن حقيقة هذا الأمر قالت إنها كانت في فتره النفاس وجاءها ناس في المنام وقالوا لها افعلي هذا الشيء ومن ذلك الوقت وهي تمارس هذا العمل مع العلم أنها لا تمارس هذا العمل من أجل كسب مال ولا شهرة لأنها لا تأخذ مالا على هذا ولا تفعله إلا للأقارب فقط وحريصة أن لا يعرف أمرها غير أقاربها

فما حقيقة أمرها وما تفسيره وكيف لها أن تعرف الأمور المستقبلية بصدق وبتأكيد حتى الموت الذي لا يعلمه إلا الله وما جزاؤه أو عقابه في الإسلام وما هو الواجب علينا تجاه هذه المرأة؟

بارك الله فيكم]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكر في السؤال عن هذه المرأة هو نوع من أنواع الكهانة وادعاء علم الغيب، وقد بينا حكمه في الفتوى رقم: ١٥٢٨٤ والفتوى رقم: ٥٧٠٩٨.

وأما إخبارها بأخبار قد تقع فيكون عن طريق الجن والشياطين مما يخطفه مسترقو السمع، ثم يكذبون مع الكلمة الواحدة مائة كذبة- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم- وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: ١٧٥٠٧. قال ابن تيمية: يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع، وكانوا يخلطون الصدق بالكذب. اهـ.

واعلم- رحمك الله- أن إخبارها بأشياء صحيحة -وقد تقع- لا يدل على صحة ما تدعيه من مخالفة الشرع، ولا على استقامة أمرها، فإن الدجال الأكبر يقول للسماء: أمطري فتمطر، وللأرض: أنبتي فتنبت، وللخربة: أخرجي كنوزك: فتخرج كنوزها تتبعه، ويقتل رجلا ثم يمشي بين شقيه، ثم يقول له: قم، فيقوم، ومع هذا فهو دجال كذاب ملعون لعنه الله، فالواجب عليكم عدم التعلق بكلام هذه المرأة وعدم تصديقها، وقد ورد في ذلك الوعيد الشديد. قال صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد وصححه الألباني. كما يجب عليكم بذل النصيحة لها، وأن تبينو لها ما هي عليه من خطر عسى الله أن يهديها.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ محرم ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>