للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ليست كل ضرورة تجيز حلق اللحية]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يجوز لي حلق لحيتي علما أن نموها لم يكتمل حيث لم ينم منها إلا شعيرات قلائل وهذا ما يشعرني بالإحراج. حيث أنها لا تبدو لحية على الإطلاق. إضافة لذلك فإنني طالب جامعي ونظراً لتجاهل الأساتذة للحكم الشرعي لحلقها فهم يعرقلون في كثير من الأحيان الدراسة على الطلبة الملتحين.وهذا ما يقلل من مردودهم الدراسي.

فما الحكم إن حلقت لحيتي وذلك نظرا للسببين السالف ذكرهما. أرجو الإجابة المفصلة والمدعمة بالأدلة الكافية الشافية. ووفقكم الله لما فيه الخير والصلاح وشكرا جزيلا لكم ...

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن إعفاء اللحية واجب، وحلقها محرم. وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:

٢٧١١، والفتوى رقم:

١٤٠٥٥.

وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز ترك ذلك الواجب وارتكاب ذلك المحرم إلا لضرورة ملجئة أو حاجة ماسة عامة.

أما السببان اللذان ذكرتهما، فالأول منها ليس مسوغاً قطعاً لارتكاب ذلك المحرم -فإن الرجال- كلهم تنبت لحاهم على تلك الصفة تبدأ شعيرات قلائل ثم لم تزل تنمو حتى تكتمل.

وأما السبب الثاني فالأصل أيضاً أنه ليس مسوغاً لأنه غالباً ما يكون مضايقات عادية، وعراقيل تتخطى، وذلك ثمن حتمي لالتزام المرء بدينه في عصر تكثر فيه الفتن، ويتسلط فيه أعداء المسلمين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. أخرجه الترمذي وغيره بألفاظ متعددة.

وإذا وصل الأمر إلى حد الضرورة الحقيقية فلا حرج إذن في فعل ما يدفع الضرورة، كما هو مبين في الفتوى رقم: ٣١٩٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ شعبان ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>