للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أحكام المحرمية بينك وبين أختك باقية، ولا تزول بما فعلته]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب أبلغ من العمر الآن ٢٥ سنة، أعزب وفي سن الرابعة عشرة كنت قد نظرت إلى أختي التي من أبي وتكبرني بعشرة أعوام أكثر من مرة، وفي أماكن حساسة من الجسم من غير ملابسها وهي في الحمام، ولما رأتني مرة غضبت بشدة وهددتني أن تقول ذلك لوالدي، ومن بعدها ندمت وعزمت ألا أرجع لهذا الأمر، وذلك ليس خوفا من والدي، إنما لأني كنت أعلم أن ما أفعله لا يجوز، وبالفعل قطعت هذا الأمر نهائيا، ولم يحصل بعدها أن نظرت لها بشهوة مرة أخرى، ولم يتكرر أبدا حتى غادرت المنزل وتزوجت، وبقيت مشاعري تجاهها أنها أختي فعلا من بعد ما تركت هذا الأمر، وقد تزوجت وأنا في سن الواحدة والعشرين، وذهبت إلى فرحها وقبلتها كأي أخ يقبل أخته مع أني وقتها لم أكن ملتزما، ولكنى كنت ندمت على ما فعلته من سنين، وإلى هذا الوقت وأنا والحمد لله ملتزم وقطعت كل المعاصي ـ الأغاني والافلام الإباحية وأهل السوء ـ والحمد لله ثابت منذ أكثر من سنة، وأصلي الصلوات الخمس في المسجد، والصيام على قدر الإستطاعة: الأيام القمرية والإثنين والخميس، وقيام الليل قدر الاستطاعة وغيرها من السنن.

وللعلم أنا والله لا أحس تجاه أختي إلا بمشاعر الأخوة، وأحاول أن أصلها على قدر المستطاع، نظرا لوفاة والدي، ونظرا أيضا للخلاف بينها وبين أمي، وهي في هذا الوقت تعاملنى كأخ مائة بالمائة، وتقريبا نسيت ما حدث في الماضى، فقط أنا الآن لم أنس ونادم جدا وزاد همي وندمي أني سمعت أنها ستبقى محرمة علي مثلها مثل الأجنبية، وأنا كنت في بداية فترة المراهقة، وكان تفكيري ضئيلا في مثل هذه المسائل.

والله هذا الوقت هي أختي ومشاعر الأخوة من صلة رحم وغيرها تملأ قلبي وبقينا مثل أي أخ وأخت ولا أفكر ولا أتوقع أساسا ـ بإذن الله ـ أن أفكر في يوم من الأيام ولو بنسبة ١في المليار أن الذي حصل من قبل من الممكن أن يحصل ثانية.

وسؤالي ياليتكم تجيبوني لأنه يرهقني بشدة، هل أصبحت محرمة علي مثلها مثل الأجنبية في التعامل؟ ولا يجوز أن أزورها وزجها غير موجود؟ مع العلم أنها في قلبي وعقلي أختي الكبيرة وأنها أختي والله أختي ولو كانت محرمة علي ماذا علي أن أفعل؟ أقاطعها نهائيا أم ماذا؟ وكيف أقاطعها وبنتها تقول لى يا خالي، بالله عليكم جاوبوني بسرعة أنا تعبت نفسيا من هذا الموضوع، ولست أدري ماذا أعمل؟ وخائف أن أحس أني قد خسرت أختي إلى الأبد. وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر ذنبك، ويطهر قلبك، ويحصن فرجك.

وقد سبق الكلام على ضوابط تقبيل الرجل لمحارمه في الفتاوى التالية أرقامها: ١١٠٩٣٥، ٧٤٢١، ٣٢٢٢.

وأما القول بأنها أصبحت بالنسبة لك مثل المرأة الأجنبية، فهذا لا أصل له، بل أحكام المحرمية باقية، ولا تزول بما فعلته.

وعلى ذلك، فإذا كان الذي في صدرك تجاهها قد زال تماما، فلا حرج عليك في معاملتها بمثل ما يعامل به الرجل محارمه، لكن متى أحسست ببادرة لنزغات الشيطان، فامتنع عن جميع ما قد يجرك إلى الوقوع في محظور، من الخلوة بها والنظر إليها، وغير ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ رجب ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>