للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاسترسال مع الوساوس يوقع في العناء]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مصابة بوسواس في صلاتي، فكلما أريد أن أصلي جاءني الشيطان ويوسوس لي بقطع الصلاة، وفي بعض الأحيان أشعر أن نفسي تقول: أنا أريد أن أقطع صلاتي وكأنني أقولها بإرادتي على الرغم أنني لا أنوي قطعها ولكن هذا الصوت يلح علي كثيراً مما يدفعني لقطع الصلاة. فما هو الحل على الرغم أنني لا أفكر بقطع الصلاة. فهل يجب علي أن أقطع كل صلاة إذا قلت أنا أريد أن أقطع أم أكمل؟ على الرغم أنني في نفس اللحظة أقول لا لن أقطعها، أنا لم أقل هذا الكلام ولكن نفسي هي التي تقول، وأنا لم أنو هذا الشي. كيف أتخلص من هذا الشي؟ وهل صلاتي صحيحة إذا أكملتها حتى ولو قلت أنا أريد قطع صلاتي. والله إنني لا أعرف لما تاتيني هذه الوساوس. أفيدوني إنني أتالم وأبكي على كل صلاة أقطعها؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أيتها الأخت الفاضلة هو أن تعرضي عن الوسواس وألا تلتفتي إليه حتى يعافيك الله من هذا الداء، فإن استرسالك مع الوساوس هو ما يسبب لك هذا العناء، فلو أنك أعرضت عنها فلم تعيريها أي اهتمام لأرحت نفسك، فعليك بمجاهدة نفسك وعدم الاستسلام لتسويل الشيطان وكيده، وانظري الفتوى رقم: ٥١٦٠١.

فحذار من أن تقطعي صلاتك متابعة لهذه الوسوسة، بل كلما حدثتك نفسك بأنك نويت قطع الصلاة فاطردي عنك هذا الحديث واطرحي ذلك الوهم وامضي في صلاتك عالمة أن الله سيقبلها بمنه وكرمه، واعلمي أنك لو لم تغلقي على نفسك هذا الباب جر عليك شرا عظيما يصعب تداركه، وعليك بالاجتهاد في الدعاء والاستعانة بالله تعالى حتى يمن عليك بالعافية من هذا الداء العضال، نسأل الله لك ولجميع المبتلين بهذا الداء الشفاء والعافية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>