للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفرق بين التوسل والاستغاثة]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم.

ما المراد بالتوسل والاستغاثة؟ قيل إن هناك خلافا في حكمهما. أليس من الأفضل تحريمهما سدا للذريعة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فالاستغاثة هي طلب الغوث عند حصول شدة غالباً. والاستغاثة بالمخلوق فيما لا يملك الغوث فيه شرك نص على ذلك أهل العلم، لأن الاستغاثة إنما هي الدعاء، والدعاء عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى. قال الله تعالى: (ولا تدعُ من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين وإن يمسسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلاّ هو وإن يردك بخيرٍ فلا رادَّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) [يونس: ١٠٦-١٠٧] . والتوسل بشيء هو جعله وسيلة إلى الغرض المطلوب، والتوسل إلى الله تعالى أنواع منها ما هو مشروع بالاتفاق ومنها ما هو مختلف فيه. فالتوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته وبأعمال العبد الصالحة كمحبة الله تعالى وتوكله عليه وطاعته له وعبادته له جائز بل مشروع مستحب باتفاق أهل العلم دلّت عليه نصوص الشرع الكثيرة الصحيحة الصريحة. أما التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء أو بوليٍ صالح فمختلف فيه بين أهل العلم، فأجازته طائفة لحديث الأعمى المشهور المعروف، ومنعته طائفة على أساس أنه وسيلة للشرك كما ذكرت. ومما لا خلاف في منعه من هذا النوع من التوسل أن يكون المتوسل يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لن يقضي له حاجته إلاّ إذا توسل إليه بجاه فلان أو نحو ذلك. وننصح الجميع ونقول لهم إن فيما شرعه الله تعالى من التوسل مما اتفقت عليه هذه الأمة غنىً عما سوى ذلك مما لا يجوز أو مما هو مختلف فيه.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>