للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم طاعة الأم في عمل حفل للزواج]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة عاقدة القران وـ إن شاء الله ـ زفافي بعد حوالي شهر ونصف، وقد اشترطت على أمي أن لا نقيم حفلة في عقد القران، بل فقط وليمة عادية، ثم أذهب إلى بيت زوجي، وهذا تماشيا مع ظروفنا المادية، فوافقت أمي وأقمت وليمة وحفلة عقد قران متوسطة، حضرها حوالي سبعين شخصاً، والمشكلة الآن هي: أن أمي تطالبني وبإصرار شديد بإقامة عرس كبير، رغم أن هذا سيرهقنا ماديا، ورغم وعودها لي أول مرة وهي غاضبة مني، لأنني لا أريد الاستجابة لطلبها، والسؤال هو ماذا أفعل؟ وهل يعتبر عدم تنفيذ أمرها عقوقا؟ وهل الحفل الذي أقمته في عقد القران يعتبر إشهاراً كافيا؟ لأنني أخرج مع زوجي والجميع يعرف أننا متزوجان، كما أنني أنوي إقامة وليمة في زفافي، لكن دون عرس وبذخ.

فأفيدوني جزاكم الله الفردوس الأعلى، فأنا لا أريد عقوق والدتي، ولا تكليف نفسي ما لا أطيق.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمذهب جمهور الفقهاء أن إشهار النكاح مندوب وليس واجباً، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: يرى جمهور الفقهاء أنه - الإشهار- مندوب بأي شيء متعارف كإطعام الطعام عليه، أو إحضار جمع من الناس زيادة على الشاهدين، أو بالضرب فيه بالدف حتى يشتهر ويعرف، لقوله صلى الله عليه وسلم: أظهروا النكاح. وفي لفظ: أعلنوا النكاح. انتهى. وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٢٧٢٩٤.

فما دام العقد قد حصل الإشهاد عليه فلا يلزمكم الإشهار أصلاً، ولكنه يندب فقط، وما قمتم به من الوليمة والحفل كاف في الإشهار بلا شك، فلا يجوز لأمك بعد ذلك أن ترغمك على عمل حفل إذا كان سيلحقك من ذلك ضرر بإضاعة المال وإهداره، ولا تجب عليك طاعتها في ذلك، ولا يعد هذا من العقوق.

أما إن كانت أمك هي التي ستتكفل بهذه النفقات فحينئذ يجب عليك طاعتها في ذلك، ما دام الأمر في حدود المباح والمشروع، لأن طاعة الأم في مثل هذا واجبة. وراجعي في وجوب ضوابط طاعة الوالدين الفتوى رقم: ٧٦٣٠٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>