للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الواجب رد المال لوالدك إلا أن يسامح]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا طالب جامعي مغترب مصدر دخلي المكافآت الشهرية والمصروف الشهري للوالد (١٠٠٠ ريال) وقد قررت إدخار ما أستطيع من المكافآت للاعتماد على نفسي بعد التخرج ووالدي رجل ثري ولكنه لم يقتنع بشراء السيارة التي كنت أرغب بها إلا عندما أخبرته بأنني سأدفع كل ما أدخر ليوافق (وكنت أملك حينها حوالي ١٨٠٠٠ ريال جمعتها في سنتين تقريبا وأخبرته بأن كل ما لدي ٨٠٠٠ ريال وأخفيت أمر ال ١٠٠٠٠ ريال الأخرى) فوافق واشترى السيارة ب ٢٢٠٠٠٠ ريال دفعت منها ٨٠٠٠ ريال. والآن وبعد ٣ سنوات بعت هذه السيارة ب ١٤٦٠٠٠ ريال، فهل كامل هذا المبلغ لي أم أن لوالدي مبلغ ال ١٠٠٠٠ ريال الذي لم أفصح عنه؟ ماذا يلزمني؟ علما بأنني لا أستطيع إخباره بكذبي كي لا تتشوه صورتي أمامه. أرجو توضيح قول جمهور العلماء في هذه المسألة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان والدك لم يرض بشراء السيارة لك إلا إذا دفعت من ثمنها كل ما تملك من المال فهذه العشرة آلاف- التي أخفيت عنه أنك تملكها ولم تدفعها ودفعها هو- حق له يجب عليك مع التوبة إلى الله أن تردها إليه إلا أن يسامحك فيها، والأصل في ذلك عموم قوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم فيما أحل. رواه الطبراني. ولا يلزم أن تردها إليه بطريقة مباشرة بل لو رددتها إليه بطريقة غير مباشرة كفى ذلك، وراجع الفتوى رقم: ٢٨٢٥٧، والفتوى رقم: ١٩٦٩٩، وأما مبلغ ال ١٤٦٠٠٠ ريال فهو ملك لك لأنه ثمن سيارتك التي بعتها، لكن إذا كنت لا تملك مالا غيره توفي منه والدك العشرة آلاف، فعليك أن تعطيه منه هذه العشرة إلا أن يسامحك كما تقدم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ شوال ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>