للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البقرة التي أمر بنو إسرائيل بذبحها]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما المراد بالبقرة في قوله تعالى: (أن تذبحوا بقرة) هل المراد بالبقرة الأنثى من البقر؟ أو المراد هنا جنس البقر أي ذبح واحدة من جنس البقر ذكرا كان أو أنثى؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد وردت هذه القصة في سورة البقرة للموعظة والاعتبار، كما هو الحال بالنسبة لقصص القرآن، ولهذا تختم بالتعقيب عليها بمثل قوله تعالى: (كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [البقرة: ٧٣] .

وسبب هذه الآية - كما ذكر المفسرون- أن رجلاً من بني إسرائيل كان له مال واستبطأ وارثه موته، فقتله ليرثه، وألقاه في حي آخر من أحيائهم وجعل يطلبه هو وجماعته، فوجدوه في الحي الذي رماه فيه القاتل فاتهموهم بقتله، وتعلقوا بهم فأنكروا قتله، فوقعت بينهم خصومة حتى كادوا يقتتلون، فقال بعضهم: نقتتل وفينا نبي الله موسى؟ فذهبوا إلى موسى عليه السلام فقصوا عليه القصة وسألوه البيان، فأوحى الله إليه: أن يذبحوا بقره فيضرب القتيل ببعضها، فيحيا ويخبر بقاتله فقال لهم: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) [البقرة:٦٧] .

والبقرة المأمور بذبحها هنا: هي البقرة المعروفة (أنثى البقر) .

وفي القصة من الدروس والعظات والعبر ما لا يخفى، ومن أهمها تعنت بني إسرائيل وتشددهم، كما قال ابن عباس: إنهم شددو على أنفسهم فشدد الله عليهم.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم" رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

والحاصل أن المأمور هنا هو بقرة بغض النظر عن المواصفات الأخرى، لكنهم تعمقوا في السؤال عن المواصفات والتدقيق، فشددوا فشدد الله عليهم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ ربيع الثاني ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>