للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستفادة من علم الداعية دون إقراره على خطئه]

[السُّؤَالُ]

ـ[لقد سمعت من الأتراك أنه يوجد شيخ يسمونه بديع الزمان سعيد النورسي قالوا إنه كتب أحد عشر كتابا يقولون إنه كتبها بالإلهام من الله، ويقولون إن رسالته تفسير للقرآن يقولون إن داخل رسالته يوجد الإعجاز كما فى القرآن، ويقولون رسالته ستكون لهداية البشرية فى القرن هذا إنهم يعظمون هذا الرجل أكثر من الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتزوجون لأن هذا الرجل لم يتزوج لا يتركون لحية لأن هذا الرجل لم يترك لحية، يحلقون لحيتهم يوميا يقولون إننا نعمل خدمة للرسائل إننا سننشر رسائل النور على العالم لقد مات هذا الرجل ١٩٦٣لقد ترجموا كتبه لكثير من اللغات ومنها العربية، أنا لم أفهم لماذا كل هذه الشيوخ كثيراً تطلع من الأتراك يقولون قولا إن العلم عندنا.. يتكبرون على كل الناس ويتمسك الأتراك بالصوفية ويكفرون من لم يقبل أفكارهم.. يكرهون العلماء كرها شديدا مثل ابن تيمية, ابن الجوزي, محمد بن عبد الوهاب, ابن عثيمين, ابن باز, الألباني، يقولون على هؤلاء العلماء كلاما عظيما وافتراء كأنهم نصارى والنصارى يضحكون من ناحية ثانية، أنا أعتقد شبهة فى إيمانهم ماذا نفعل لهم ... أريد على هذه الأقوال فتوى؟ جزاكم الله خير الجزاء.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المراجع التي تتحدث عن حياة الشيخ سعيد النورسي تفيد أنه داعية إسلامي ومفكر من أفذاذ المفكرين الإسلاميين في هذا العصر. وقد أبلى بلاء حسناً في مقارعة السعاة والدعاة للعلمانية وخروج المسلمين من دينهم، وقد جاهد في سبيل تثبيت الإيمان في قلوب الناس ورد الشبه والذود عن حمى المسلمين بقلمه ولسانه وسلاحه.

والواقع يشهد أن حال الإسلام في ذلك العصر يحتاج لمن يقوم بنصره في أي مجال والاستفادة من عمله دون إقرار لأخطائه ولا تقليد له فيها، فواجب المسلم هو الاستفادة مما عند الدعاة والمفكرين الإسلاميين من الفوائد وعدم الاقتداء بهم والتقليد لهم في الأمور التي علم حكم الشرع فيها مسبقاً.

بل يجعل النبي صلى الله عليه وسلم قدوته ومثله الأعلى دائماً، فقد كان يعفي لحيته ويتزوج النساء, وكان يحرض على الزواج وعلى مخالفة المشركين في حلق اللحى, وعلى حب العلماء واحترامهم وإجلالهم، وعلى المسلم كذلك ألا يمنعه تأثره من أحد المفكرين من أن يستفيد من العلماء الآخرين, بل يتعين أن يأخذ من علماء السنة ما عندهم من صفاء المعتقد, وأن يحسن الظن بهم ويحبهم, ويسأل الله الهدى للحق عند وجود خلاف بين ما عندهم وما عرفه عند المفكر الذي تأثر به. وراجع في تفاصيل ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤١١٤٣، ٣٠١١، ٦٢٩٨٦، ٧٨٦٣، ٧١٢١٥، ٣٣٣٤٦، ٧٠٣٦٧، ٦٩٥٠٧، ٧٠٧٠، ٥٤٠٨، ٧٠٢٢، ٥٢٥٤١، ٣٦٢٣.

وراجع الموسوعة الميسرة, وموقع إسلام أون لاين, وموقع رسائل النور لمعرفة حياة هذا المفكر وبعض أعماله وإنجازاته والملاحظات عليه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>