للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم نكاح من لا يصلي ويقدم الخمور]

[السُّؤَالُ]

ـ[أود الإجابة على السؤال التالي والله يجزيكم الخير:هل يجوز الزواج من إنسان يعمل بمحل مسكرات مع العلم أنه لا يشربها فقط يقدمها في مكان عمله، وهو أيضا لا يصلي، ونحن وافقنا على ذلك الشخص دون العلم بأنه يقدم المسكرات، ولقد تمت الخطبة وكتب الكتاب، والأن ما هو الحل هل يجب تطليقها أم ما هو الحل برأيكم؟ وأود أن أشير أن والدته امرأة طاعنة في السن، ولا تتحمل أي شيء وهي مريضة. أرجو إفادتكم وبارك الله فيكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فترك الصلاة من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، بل هو أكبر كبيرة بعد الشرك بالله والكفر به؛ لأن الصلاة هي عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، وقد جعل رسول الله ترك صلاة واحدة حتى يخرج وقتها من غير عذر محبطا للعمل، كما في الحديث المخرج في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله.

وأما العمل في أماكن تقديم الخمور ومباشرة تقديمها فهو أيضا من كبائر الذنوب التي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلها ففي سنن الترمذي عن أنس بن مالك قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له. قال الألباني:حسن صحيح.

فانظري – أيتها السائلة - كيف لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملها وساقيها كما لعن شاربها.

وكان الواجب عليك قبل الإقدام على القبول به زوجا أن تستقصي عن دينه وخلقه، سواء بنفسك أو من خلال أهلك وأرحامك.

ولكن أما وقد حدث ما حدث، فإنا ننصحك بتأخير البناء والزفاف فترة من الزمن تطالبيه فيها بالتوبة إلى الله، وأداء الصلاة، وترك العمل في أماكن الفسق والعصيان هذه، فإن تاب وأقام الصلاة وفارق هذه الأماكن فأتمي زواجك على بركة الله، وإلا فاطلبي منه الطلاق، ولا تقدمي على البقاء والعيش مع من لا يصلي ويعمل في أماكن الفجور، فيكون رزقك ومطعمك ومشربك معه من الحرام.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ربيع الأول ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>