للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مخالطة الناس والحرص على التأثير فيهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[نحن نعيش في بيئة الاختلاط فيها شيء مسموح ومستحب بين المعارف، وأكثرية أهلنا على جهل بالدين الإسلامي من الأحكام والمستحبات والواجبات متمسكين بالعادات والتقاليد القديمة من أفعال وأقوال أجدادهم الذين كانوا يتوسلون بقبور الصالحين والجن والمشعوذين الدجالين، والآن بعون الله تعالى عرفت الحق من ١٠ سنوات وبعده تزوجت لكن المشكلة الآن في أهلي وأهل زوجتي.. يقولون بأننا متكبرون وغيره من الكلام والبهتان ومن الإشاعات الكاذبة والسبب في ذلك أننا رافضون لأفكارهم وتصرفاتهم وحتى إذا خالطناهم فمخالطتهم هذه تؤثر على تربية أولادنا في المستقبل ولهذا لا نزورهم إلا في بعض المناسبات أو في الأسواق وغيره وهم أصلاً لا يعاملوننا معاملة حسنة لأننا عكسهم وهم لا يريدون هذا ... وزوجتي لا تزور أمها قلت لها لا يجوز هذا فقالت لا أستطيع لأن لديهم إختلاطا وإذا لم اختلط بأبناء خالاتي فيغضبون مني ولا يكلمونني جيداً، للعلم أن أم زوجتي هندية ولها ثقافتها الهندية وتريدنا أن نفعل ما تحبه هي وأهلها ونحن رافضون لذلك، فهل المقاطعة أحسن أم نفعل ما يريدونا أن نفعل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الأمر يدور على شيئين فقط إما اعتزالهم أو مخالطتهم مع حصول شيء من الضرر في الدين بهذه المخالطة، فلا تجوز مخالطتهم، ولكن ما المانع من أن يكون هناك سبيل ثالث وهو مخالطتهم وتأليف قلوبهم والحرص على التأثير عليهم، وتعليم جاهلهم مع الصبر على أذاهم. فكم رأينا ممن فعل ذلك وكانت له العاقبة الحسنى بنصر دعوته واتباع الناس له على المنهج الصحيح. وتراجع في ذلك الفتوى رقم: ٨٥٨٠.

وعليه فإن أمكن تهوين الأمر وعدم تهويله وفعل ما تتحقق به المصلحة الشرعية فهو أمر حسن. وتراجع الفتوى رقم: ٥٦٤٠.

ولا ندري ما تقصد بالثقافة الهندية، ولكن المرجع في الحكم على الأشياء هو الشرع، فإن وافقته جاز الأخذ بها، وإن خالفته وجب ردها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>