للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إرضاء الوالد واجتناب العمل المستلزم لمعصية الله]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب لي من العمر ٢٥سنة التزمت منذ سنتين ولكني لم أتحصل على شغل مما حز في نفس والدي إذ إن بلادنا تمنع اللحية وأوقات العمل لا تسمح للمصلين من أداء صلاة الجمعة فدخلت معه في جدال طويل انتهى بغضبه مني أفيدوني ما العمل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعمل أولا هو أن تسعى لاسترضاء والدك لأن غضب الوالد على ولده شأنه خطير، كما أن مجادلة الولد لوالده إذا صاحبها رفع صوت الولد أو نهره لوالده ونحو ذلك يعتبر من العقوق ويجب على فاعله التوبة إلى الله.

وقد قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَاّ تَعْبُدُواْ إِلَاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرً ا {الإسراء:٢٣،٢٤}

وأما مسألة منع الدولة لإعفاء اللحية ومنع جهات العمل العاملين من أداء الصلوات فلا شك أن هذا عذر لترك العمل في تلك الجهات، ولا تجوز طاعة الدولة ولا غيرها في هذا الأمر لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن من وصل إلى حال الإكراه كأن يتعرض للسجن أو التعذيب إن هو لم يحلق لحيته جاز له حلقها لقول الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:١١٩} .

وكذا من لم يجد عملا لا يترتب عليه محرم ووصل به الحال إلى الضرورة الملجئة بأن يعرض نفسه أو من يعول للهلاك إن هو لم يعمل جاز له العمل في تلك الجهات، ويصلي الجمعة ظهرا إن لم يستطع إقامتها في مكان العمل مع بعض الموظفين.

وليعلم الأخ السائل أن الله تعالى قال في كتابه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه {الطلاق ٢ – ٣} وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: ٤}

فعليك بتقوى الله تعالى والصبر وبر الوالدين وستجد الفرج واليسر بإذن الله تعالى. وانظر للأهمية الفتوى رقم: ١٥٧١٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ جمادي الثانية ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>