للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المخاطبون بأمورالقيامة]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

من هو المسؤول عن رصد ومراقبة ومتابعة ظهور علامات الساعة الكبرى وهي على الباب، حتى ساعة الساعة. في أمان الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلما كان أمر الساعة عظيماً وخطرها شديداً كان اهتمام القرآن يذكرها والتنبيه على خطرها، فلا تكاد صفحة من كتاب الله تعالى تخلو من ذكر الساعة أو شيء من أمرها ... وقد أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من ذكرها والحديث عنها وتفصيل علاماتها الكبرى ... ليكون كل فرد على بينة من أمرها حتى يعمل لذلك، فلم يكل الشارع الحكيم رصد ذلك أو مراقبته لجهة رسمية أو فئة معينة.

وإنما جعل الخطاب بأمرها والتنبيه على خطرها وبيان علاماتها للجميع فكما أنهم مخاطبون بأوامر الله جميعاً ومكلفون بامتثالها ومحاسبون عليها، كما قال سبحانه وتعالى: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور:٢١} ، وقال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:٣٨} ، فهم كذلك مخاطبون بأمر القيامة ليعملوا بتقوى الله تعالى.

وقد أخفى الله عز وجل قيام الساعة ولكن جعل لها علامات كبرى لا تخفى على أحد وذلك لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، وفيه من مصلحة العباد ما لا يخفى على متأمل، وننبه إلى أن علامات الساعة أمور كونية قدرية لا بد من حدوثها في الوقت الذي يريده الله سبحانه وتعالى، وإذا حدثت فإنها لا تخفى على الناس.

وعلى المسلم أن يشغل نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه ولا يشغل نفسه بطلب معرفة الأمور الغيبية التي حجبت عنه ولا سبيل إلى معرفتها، ففي الصحيحين أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وما أعددت لها؟.. الحديث. فصرفه النبي صلى الله عليه وسلم عما سأل عنه مما لا يعنيه ولفت انتباهه إلى ما يعنيه من أمر الساعة، لهذا فإن على المسلم أن يشغل نفسه بما ينفعه، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: ٣١٢٣١، والفتوى رقم: ٦٧٠٧٩ وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ شعبان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>