للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإنفاق على الأم غير المحتاجة على سبيل الإحسان لا الوجوب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا زوج من ٦ سنوات، أمي تطلب مني أشياء كثيرة دائما، ودائما أنفذ لها ما تريده، رغم أن ذلك يسبب عددا من المشاكل مع زوجتي في آخر سنتين أمي تطلب مبالغ مالية كبيرة وتقول لي إنها سلف، وأنها سوف تقوم بردها برغم أني أعلم أنها لن تستطع رد كل هذه المبالغ، وذلك إما لشراء سيارة حديثه أو لمساعدة أخي الأصغر للهجرة رغم أنه طبيب، وكل زملائه قادرون على فتح بيوت. زوجتي معترضة على مبدأ السلف، وخاصة لمساعده أخي مع العلم أني أدفع مبلغا شهريا لعلاج أبي، وأعطي أمي كل ما تطلبه، أنا أعطيت أمي مبلغ ٤ آلاف دولار على سبيل السلف لشراء سيارة، ومر عامان ولم تردهم بل طلبت٤ آلاف دولار أخرى لمساعده أخي، وزوجتي غير راضيه عن ذلك. هل أنا مخطئ إذا ظللت أعطي أمي ما تطلبه مني خاصة أن أوجه إنفاقه غير مقنعة لي ولزوجتي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبارك الله فيك لحرصك على بر أمك، فإنّ برّها من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، ومن البرِّ بها الإنفاق عليها إذا احتاجت للنفقة، أما إذا لم تكن محتاجة للنفقة وسألتك مالاً لأمرٍ مباح وأمكنك إعطاؤها من غير إضرار بواجباتك، فذلك غير واجب عليك لكنه من الإحسان، ولا إثم عليك في ذلك إلا أن تعلم أنها تنفقه في شيء محرم.

وننبه إلى أن أخاك إذا كان يريد السفر لبلد غير مسلم بلا ضرورة أو حاجة شديدة، فذلك غير جائز وحينئذ لا يجوز لك إعانته على ذلك، وراجع الفتوى رقم: ٢٠٠٧.

واعلم أنه لا يلزمك أن تخبر زوجتك بما تعطيه لأمك، ويمكنك استعمال التورية والتعريض إذا سألتك عن ذلك حتى تتجنب الخلاف معها.

أما إذا رأيت أن هناك أوجهاً لإنفاق هذا المال أولى من ذلك فيمكنك الاعتذار لأمك بحكمة ورفق، مع المداومة على برها والإحسان إليها.

وعلى كل حال فزوجتك لا ينبغي لها أن تتدخل في تصرفاتك بهذا الخصوص، ما دمت تعطيها حقها الواجب لها عليك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ ربيع الأول ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>