للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تريد النصيحة للطلاق من زوجها]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

أنا فتاة قررت أن أطلب من زوجي الذي لم يدخل بي الطلاق وذلك للأسباب التالة مع إحساسي بها قبل عقد القرآن، فأنا أشعر بأنه غير قادر على الكسب لأن مجال عمله غير متوفر في البلد الذي سنعيش وبالتالي لن يوفي مسؤوليات بيته ونفقته، أشعر بعدم الأطمئنان بقربه، خوفي من سرعة غضبه، أشعر بأنه غير قادر على إسعادي فكم من مرات أحرجني وأبكاني وانتقدني بأساليب جارحة، أخاف من الفارق الاجتماعي بيننا فأنا طبيبة وهو ذو مؤهل بسيط ولقد لمست ذلك في تذمره من دراستي في كثير من المرات، كما ترى يا سيدي الفاضل أنها جميعها (مخاوف من المستقبل!!!!) يرددها عل مسامعي كل أطراف عائلتي الذين تعرفوا إلى زوجي ويحاول هو اقتلاعها من رأسي، أنا أعلم بأن المستقبل بيد الله ولكني أدعو الله أن يوفقني للأختيار الصائب بنصائح أهل الأيمان ومن هم أهل للثقة ولديهم خبرات أكثر مني، سؤالي هو: هل أنا آثمة إن طلبت الطلاق بسبب ما يدور في خاطري وشعوري بفشل هذا الزواج (مع العلم بأن زوجي يحبني وله الكثير من المواقف الحسنة من الكرم والمروءة ولكنه يسئ التصرف أكثر من أن يحسنه فكم من مرات ضمني ووعدني بأن كل شئ سيتغير بعد أن يجمعنا بيت واحد وأن ما يعانيه لاحتياجه الشديد للزواج وأعفاف النفس) ؟؟ وهل لي أن أعتبر أن ما أحسه في صدري هو صرف من الله لي تجاه هذا الزوج بعد ما استخرت مرات ومرات وأطلب منه أن يطلقني، أم هي وساوس من الشيطان الرجيم حتى أتركه فأشارك في الفساد والفتنة، لقد أحببت زوجي بشدة ولكن البيت المسلم لا يبنى على الحب وحده، زوجي مجتهد في أمر دينه ولكنه يجهل بعضها ويفهم بعضها بصورة خاطئة أي أني لا أستطيع أن أقول إن كنت أرضى دينه (فقد كان يطلب مني أن أعصى والدي وأخرج معه لأنه أصبح زوجي بعقد صحيح ولكني لازلت في بيت أبي وتحت وصايته) ، وكما ذكرت لست أدري ما خلقه فهو يسئ بعض الأحيان لوالديه ويرفع صوته عليها كما أنه شديد الغضب، أفتوني؟ جزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنصيحة بطلب الطلاق أو عدم طلب ذلك متوقفة على الخبرة بحال الرجل وهذا ما لا نعرفه، ولكن إذا كان ما فيه من الصفات يمكن احتمالها ومعالجتها فتوكلي على الله ولا تطلبي الطلاق، وإن كان الأمر بخلاف ذلك كأن يكون سيء الخلق أو رقيق الدين أو خفت أن لا تقومي بواجبك نحوه فلا بأس حينئذ من طلب الطلاق، وننصح باستشارة من يعرف الحال، ثم اعلمي أن زوجك لا يلزمه عند طلبك الطلاق الموافقة بل ذلك إليه، وإكراهه على التطليق باللجوء إلى قانون مخالف للشرع لا يجوز.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ شوال ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>