للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يرجع عن تنازله عن ميراثه لارتفاع الأسعار]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي أرض سكنية ولدى والدي أرض تجارية وأردت أن أتزوج واحتجت لمبلغ وعزمت على بيع أرضي السكنية ونظرا لأن موقعها آنذاك غير مرغوب لم أتمكن من بيعها واتفقت أنا ووالدي أن نتبادل بحيث آخذ الأرض التجارية وأعطيه الأرض السكنية وفعلا تم ذلك وبعت الأرض التجارية وبعد فترة توفي والدي رحمه الله وأصبحت أنا وريثا في الأرض السكنية علما بأن والدي لديه زوجتان وقلت لعمتي زوجة والدي إن والدي قد بادلني بهذه الأرض وأنا أعطيتكم هذه الأرض حيث لدي إخوة صغار وذلك بغرض أن تبنوا منزلا بها.

والآن قد مضى على وفاة والدي ١٥ عاما ولدينا ورث آخر من والدي وتغيرت أسعار العقار في هذه المنطقة بشكل مضاعف جدا وقد بعت من الورث محلات تجارية بسعر ممتاز جدا وأعطيت إخوتي نصيبهم ويوجد ورث آخر بخلاف الأرض السكنية الآنفة الذكر كمزرعة وأراض أخرى ... وإن الأرض التي تم بها البدل أصبحت في منطقة متميزة وبلغت أسعارها أضعاف عما كانت عليه عندما أبلغت عمتي بأنني أعطيتهم إياها:

سؤالي: هل يجوز التراجع عن نصيبي في هذه الأرض بعدما أبلغتهم بأنني تنازلت لهم عن نصيبي شفهيا عندما كانت هذه الأراضي رخيصة جدا والآن أصبحت باهظة الثمن؟.

أفيدوني أفادكم الله.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يحق لك الرجوع عن التنازل من نصيبك في قطعة الأرض المذكورة لأنك وهبتها هبة تامة، وذلك لما في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه. وفي رواية: العائد في هبته كالعائد في قيئه.

ولذلك ننصح السائل الكريم بعدم التفكير في الرجوع عن هبته لأقاربه وأرحامه بعد ما تفضل عليهم بالتنازل عنها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس الغني عن كثرة العرض, ولكن الغنى غنى النفس. رواه البخاري, وقال صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من أسلم, ورزق كفافا, وقنعه الله بما آتاه. رواه مسلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ صفر ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>