للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطلاق المعلق إذا أعقبه طلاق صريح]

[السُّؤَالُ]

ـ[سيدي فضيلة الشيخ: لقد من الله علي بالزواج من ابنة عمي، ولكن هذا الزواج حدثت به الكثير والكثير من المشاكل بيني وبين زوجتي وبيني وبين أهلها ... وبين زوجتي وأهلي وبين أهلي وأهل زوجتي........

وأنا علاقتى بأبوي والحمد لله على أحسن ما يكون، فأنا دائم المحاولة لإرضائهم حتى أن الكثير من الناس يحسدوننا أنا وأبوي من حسن المعاملة والحب. ولقد من الله علي بأن أديا فريضة الحج معي وأنا أعمل بالسعودية والحمد لله...........

ولقد حدثت لي مشكلة وأنا في رحلة صيفية إلى الغردقة.....

حيث إن خلافا بسيطا قد حدث بين أبي وأمي وزوجتي وهو خلاف بسيط ولقد جعلت زوجتي تعتذر إلى أبوي فورا ولكنهما أبوا ورفضا وظلا مشدودين جدا، وهذا أدى إلى أنني قد توترت وهيأ لي الشيطان أن حياتي تكون مستحيلة في ظل كل هذه الخلافات حيث إن الخلافات والمشاكل كثيرة بيني وبين زوجتي وبين زوجتي وأبوي. وأدى هذا إلى أن قمت بالزعيق لأبوي وزوجتي (سامحني ربي) وصممت على أن أطلق زوجتي ظنا مني أن أبوي حينما يرون ذلك سوف يرضون باعتذارها وخصوصا أن الأمر هين وبسيط جدا....

ولكن لم يأت هذا بشيء وأصبحت أنا مخطئا في حق أبي وأمي وغضبت مني أمي بشدة وجلست أرضيها في نفس اللحظة وأمي رافضة وعملت المستحيل حتى ترضى عني وتغفر لي ... وبعد وقت طويل غفرت لي ولكن لم ترض أن تغفر لزوجتي بعد أن جعلتها تعتذر لها مرة ثانية وثالثة.... فقمت بتهديد الاثتنين مرة أخرى بيمين طلاق وقلت:

يا علا (زوجتى) تكوني طالقا مني لو لم تراضي أمى وتقبلي رأسها في هذا الوقت..... وخرجت من البيت إلى المسجد آملا في الصلح.... وعدت بعد الصلاة ولكني لم أجدهم فعلوا شيئا فقلت لأمي هل تراضيتم فقالت لي إن زوجتك لم تأت إلي، فماذا أفعل، ثم دخلت إلى زوجتي بالحجرة وقلت لها: لماذا لم تعتذري لأمي وتقبلي رأسها، أنت متكبرة عليها.... ثم قلت لها أنت طالق..... ثم بعد ذلك أحس أبوي بخطورة ما حدث وقاموا بالتحدث إلي وإلى زوجتي وجعلوني أردها إلى عصمتي......

وبعد ذلك جعلت زوجتي تعتذر إلى أمي ولم تقبل رأسها ثم حادثتها بيني وبينها إلى أنها لم تقبل رأس أمي فذهبت وقبلت رأسها على غفلة من أمي ثم استمرت الحياة ...

فهل اليمين الأول (التهديد لهما لكى يتصالحوا) يعتبر يمين طلاق.....

يعني هل أنا أكون قد طلقت زوجتي طلقتين أم واحدة..... جزاكم الله خيرا ... ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أخي بارك الله فيك أن علاج ما يحدث من إشكالات ليس هو التهديد بالطلاق، فإن الطلاق علاج شرعي لا يستخدم إلا في وقته المناسب، وجعل الطلاق وسيلة تهديد أمر غير صحيح ويقع الإنسان بعدها في الندم.

وأما بشأن الطلاق فقولك لزوجتك (تكوني طالق مني لو لم تراضي أمي وتبوسي رأسها دلوقتي) فتطلق به الزوجة إذا مضى من الوقت ما يمكن لزوجتك أن تقبل فلم تقبل، وعليه فتكون زوجتك قد طلقت الطلقة الأولى على قول جمهور أهل العلم، وهناك قول شيخ الإسلام ابن تيمية أن تعليق الطلاق إن أريد به التهديد ونحوه لا يقع به طلاق وإنما يكون فيه كفارة يمين إذا وقع المعلق عليه. كما في الفتوى رقم ٢٠٤١. والفتوى رقم ٣٧٢٧

وأما قولك بعدها (أنت طالق) فصريح منجز تقع به الطلقة الثانية.

ولذا أخي الكريم ننصحك بحفظ لسانك عن التلفظ بالطلاق فإن أي طلقة تصدر منك بعد الآن تفقد بها زوجتك وتكون قد بانت منك بينونة كبرى لا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك، وهذا على قول جمهور أهل العلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ شعبان ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>