للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كيفية نصح الوالد والبنت الصغيرة إذا تركا الصلاة]

[السُّؤَالُ]

ـ[جزاكم الله خيراً وأثابكم أجراً ووفقكم ربي لما فيه الخير والصلاح وتقبل منكم صالح الأعمال بإذنه ... حفظكم الرحمن، لدي سؤالان:

الأول: أنا لي أخت في التاسعة من عمرها وكنت أبتغي فيها الأجر بأن أجعلها تتعود على الصلاة فكانت ما شاء الله من سن السابعة وهي تحاول الصلاة إلى أن تعلمتها ولله الحمد وظلت تصلي إلى أن وصلت سن التاسعة فبدأت بالتبلد ولسبب عدم وجودي في المنزل فإني لا ألاحظها دوما في الصلاة (أي مراقبتها) , وحفظكم الرحمن لقد حاولت معها بكل الطرق أن أحببها في الصلاة, فقد كنت أنصحها وأرغبها فيها من قول طيب بأن الله سيحبكِ ويوفقكِ وما إلى ذلك.. واستخدمت أيضا طريقة أخرى طيبه وجدتها في إحدى المنتديات بحيث قمت بعمل شجرة بها أوراق كل ما تصلي تلون الأوراق بالأخضر وفي نهاية الشهر أكافئها بهدية لأنها أدت فروض الصلاة، ولكنها لا فائدة فيها فكانت تكذب علي بأنها صلت فقط لكي تلونها وتحصل على المكافأة، فاستخدمت معها أسلوب الشدة في المحادثه والترغيم على الصلاة إلا أنني أيضا لم أجد نتيجة يرجى لها.. فأفيدوني جزاكم الله خيراً فإنني أحب لها أن تنشأ على طاعة الله؟

وسؤالي الآخر بارك الله فيكم.. والدي لا يصلي والمشكلة أن أبي كان إنسانا ملتزما ومتدينا لكن سبحان الله تغير فجأة, ولا أدري ماذا أفعل فالجميع حاول معه وتحدث معه بشأن هذا الموضوع ولكنه يكتفي بقفله, وأنا أدعو الله أن يهديه ... فأفيدوني أسكنكم الله جنة الفردوس بإذنه.. كيف أتصرف معه فأنا أيضا أحب والدي ولا أتمنى أن يتوفاه الله وهو على غير صلاة فأنا أخاف عليه من عقاب الله؟ وأنتظر ردكم وفقكم الله وأحسن إليكم وسامحوني فقد أطلت في سؤالي.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما بالنسبة لأختك ذات التسع سنوات فأمرها أهون من أمر أبيك، لأنها ما زالت في سن التعليم التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ... الحديث رواه أحمد وأبو داود.

فاستمري في نصحها وترغيبها، واستعيني على ذلك بما يمكن من الوسائل الدعوية كأشرطة الدروس والوعظ التي تناسب سنها، وكذا ترهيبها من النار التي أعدها الله لمن عصى أمره ونحو ذلك.

وأما عن والدك فلا شك أن ترك والدك للصلاة طامة وكبيرة من كبائر الذنوب، بل صار بتركه للصلاة مختلفاً في إسلامه عند أهل العلم، والذي ننصحك به هو الاجتهاد في الدعاء له، لا سيما في أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة وعند نزول المطر ونحو ذلك، واستمري في نصحه وتذكيره بالله تعالى وبأليم عقابه - برفق ولين ويما يليق بمقام الوالد - وذكريه بجهنم والعياذ بالله، فلعله يرتدع ويفيق من غفلته.

وانظري للأهمية الفتوى رقم: ٧٦٠١٢، والفتوى رقم: ٥٢٠٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ذو الحجة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>