للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحوار الهادئ والمباسطة بين الزوجين في أمر تربية الأولاد]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا سيدة متزوجة منذ ٢٠ سنة ولي أربعة أبناء أكبرهم في ١٩ سنة وأصغرهم يبلغ ١٠ سنوات وسني يتجاوز ٣٩سنة قليلا, المشكلة التي تؤرقني دائما هي تعلق أولادي بي ونفورهم من أبيهم حتى أنهم لا يجدون ما يقولون له, ولا يرغبون مناقشته في أي موضوع ولو كانوا في أمس الحاجة إليه وبخاصة الكبار, وهذا ما يثير حفيظته دائما ويغضبب عليهم فيشبعهم كلاما جارحا ويقاطعهم لأيام طويلة, فتولد لديهم نوع من التمرد وأصبحوا أكثر ابتعادا, فهم يصرحون لي دائما أنهم يكونون أكثر راحة عندما يكون غائبا, وحتى في الأوقات التي يكون أبوهم في أحسن حال أجدهم يحذرون منه ويتوجسون انقلاب الأمور في أية لحظة, فغلظته في القول والفعل من دون سابق إنذار جعل الكل يحتاط منه اتقاء المشاكل التي غالبا ما تكون لأسباب جد تافهة وسخيفة, مع العلم أن زوجي قد شارف على ٥٣ من عمره إلا أنه يتصرف بحماقة وبتهور شديد في أغلب الأحيان, إذ أنه ذو شخصية نرجسية للغاية , زيادة على ذلك فهولا يعترف بذنب أو خطأ يرتكبه مهما كان فادحا ويحتقر الكل ويستهزئ بآراء الآخرين ولو كانت صائبة, هذه الحالة جعلتني أعيش في قلق مستمر أثر على صحتي وحالتي النفسية, فأصبحت أعيش بين المطرقة والسندان, زوجي الذي أحس بمرارة كبيرة في التأقلم مع نزواته التي لا تنتهي وبين أبنائي الفارين من أبيهم ومن سخافاته المربكة, أرشدوني أرجوكم يا سادة قبل أن أفقد توازني وأرتكب حماقة في حق أسرتي التي ضحيت من أجلها بشبابي ومستقبلي.

وبارك الله فيكم أجمعين.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا ننصحك بالسعي في علاج المشكلة باللجوء إلى الله تعالى مفرج الكروب، وأن تتلطفي بأبنائك وتعلميهم ما يلزمهم من الأحكام، وأخبريهم أن بر الأب واجب مهما كان حاله ففي رضاه رضى الله تعالى، وفي سخطه سخط الله تعالى، كما في الحديث الذي رواه الترمذي والبخاري في الأدب المفرد، وحاولي قدر جهدك أن تسعي في إصلاح زوجك وحمله على الاستقامة على ما يرضي الله وإعانته على أمر دينه وآخرته، فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالو: لو علمنا أي المال خير فنتخذه؟ فقال: أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه. رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني.

واعلمي أن طاعة الزوج في المعروف واجبة مهما كان حاله، ولكن السعي في الحوار معه بهدوء ولطف وقت راحته ومباسطته أمر مهم لعله يغير من معاملته لبنيه، وقد بينا تفصيل القول في هذه الأمور في عدة فتاوى فراجعي منها الفتاوى التالية أرقامها: ٥٤٩١٣، ٥٥٥١٤، ٣٤٤٦٠، ٤٣٨٠٢، ٧٢٢٠٦، ٦٧٢٧٢، ٦٤٣١٢، ٥٢١٨٨، ٤٥٩٤٨، ٣٥٣٠٨، ٣٥٣٠٦. ...

ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات بالشبكة ليفيدوك في الموضوع أكثر.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ جمادي الثانية ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>