للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم زواج المسيار بنية الطلاق]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب عمري ١٩ سنة، أعاني منذ زمن طويل من قوة وزيادة الشهوة فهي غالبا تغلبني فأقل ما أفعل هو الاستمناء، ومرات أخرج مع بعض الرجال لممارسة مقدمات اللواط. فهذا مما يغضبني كثيرا ويؤثر على نفسيتي. فرأيت أن الزواج يمكن أن يكون حلا لكني لا أستطيع أن أتزوج زواجا عاديا فلجأت للتفكير في زواج المسيار. فسؤالي هو: ما هو حكم زواج المسيار بالنسبه لي مع العلم بأني لا أريد أطفالا ولا أريد أن يدوم هذا الزواج مدة تزيد عن ٤ سنوات إلى أن أستطيع أن أتزوج زواجا عاديا وأطلق الأولى-المسيار- فما هو الحكم في ذلك مأجورين؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطريق المشروع لقضاء الشهوة هو الزواج، أمّا ما تقع فيه من مقدّمات اللواط والاستمناء فهو طريق محرّم، فاللواط من كبائر الذنوب ومن أفظع الفواحش، ومن انتكاس الفطرة، وفاعله يستحق العذاب والخزي في الدنيا والآخرة.

كما أنّ الاستمناء محرّم وهو عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته، وقد سبق بيان تحريمها في الفتوى رقم: ٢١٥١٢. وسبق بيان كيفية التخلص منها في الفتويين: ٥٥٢٤، ٧١٧٠. ولمعرفة المزيد مما يعين على التغلب على الشهوة نوصيك بمراجعة الفتويين: ٣٦٤٢٣. ٢٣٢٣١.

أمّا عن الزواج الذي يعرف بزواج المسيار فالراجح عندنا جوازه إذا استوفى شروط وأركان الزواج الصحيح، وانظر الفتوى رقم: ٣٣٢٩.

لكن إذا كنت تتزوج وأنت تنوي الطلاق بعد مدة فهذا النكاح قد اختلف العلماء في حكمه، فالجمهور على جوازه والحنابلة يرون منعه، وينبغي تجنبه إلّا إذا دعت إليه الحاجة.

فالذي ننصحك به إذا أقدمت على زواج المسيار أن تنوي تأبيد الزواج ولا تنو الطلاق، ثمّ إذا تيسّر لك الزواج بعد ذلك فلا مانع من الزواج مع بقاء الزواج الأول، كما يجوز الطلاق لا سيما إذا كان له ما يبرره.

وحتى يتيسر لك الزواج عليك أن تعتصم بالله وتجتنب ما يثير الشهوة وتجتهد في الصوم مع حفظ السمع والبصر.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>