للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يريد أن يشتري بيتا بأقساط بفائدة]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

إ ني عراقي أقيم مع عائلتي في بريطانيا ولدي بنت ٥سنوات وولد معوق ٣ سنوات. لا أملك ولا أستطيع أن أملك أي منزل نظرا ل

لإمكاناتي المادية المحدودة.

عرض علي شراء الشقة التي أسكنها والطريقة الوحيدة التي أستطيع شراء الشقة هي بطريقة العقاري mortgage

علما بأن القسط الشهري الذي سأدفعه لل mortgage يساوي اقل من نصف الإيجار الذي أدفعه.

فهل يجوز لي شرعا التعامل مع الـ mortgage.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان مقصود السؤال هو شراء بيت عن طريق قرض بفائدة من البنك أو أي مؤسسة أخرى، فإن هذه معاملة ربوية، وما يدفعه من فوائد سيكون بسببها ممن يدفعون فوائد الربا لغيرهم ليأكلوها.

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لعن آكل الربا وموكله. رواه مسلم.

وإذا تقرر ذلك لم يجز للمسلم الإقدام على هذه المعصية إلا في حالة الضرورة، لقوله تعالى: [فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ٌ] (البقرة: ١٧٣) .

والضرورة المعتبرة هي ما يخشى صاحبها الهلاك بسببها أو أن يتحمل مشقة لا يمكن تحملها غالبا، أو لا يتمكن المرء معها من تحقيق الحد الأدنى من حياة الفقراء.

فحيث ثبتت الضرورة جاز التعامل بهذه المعاملة، وإذا زالت أو وجد ما يقوم مقامها حرم التعامل بالربا ورجع الأمر إلى أصله وهو التحريم، ولا ننس أن نذكر الأخ الكريم أن الإقامة في البلاد غير الإسلامية فيها من المخاطر على دين المسلم وأخلاقه ودين وأخلاق أهله ما الله به عليم، ولهذا لم يك له أن يقيم في تلك البلاد إلا لضرورة شديدة أو مصلحة راجحة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>