للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الزوج الصالح عون لزوجته على العفة وعدم الاختلاط]

[السُّؤَالُ]

ـ[١-أنا امراة متزوجة وعندي أربعة أولاد أكبرهم عمره عشر سنوات أعيش في بيت مستقل مع زوجي وأولادي ولكن من ثلاث سنوات أخوات زوجي يعشن معي الآن والدتهن توفيت وأخو زوجي الكبير يأتي أيضا هو وأولاده ويجلس معنا بالأيام حتى في الأعياد يكون موجودا ويكون مرات لبلسه غير محتشم يعني يجلس على الطعام بالفنيلة والوزار ويخرج من الحمام بالفوطة وانا لا أعرف ماذا أفعل قلت لزوجي هذا الكلام عدة مرات ويقول لي هل تريديني أن أطردهم من بيتي وأغضبهم وأنا لا أريد المشاكل بيني وبين إخوتي أفيدوني جزاكم الله خيرا هل علي شيء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كفالة زوجك لأخواته البنات، بعد وفاة والدهن ووالدتهن، واجب عليه، لأنهن قد دخلن تحت مسؤليته شرعاً، من باب وجوب النفقة على الأقارب المعسرين، والحفاظ على الولاية التي ولاه الله إياها على أخواته، ويجب على زوجك أن يكون متوسطاً في أمره، فلا تطغى حقوق أخواته على حقوقك، ولا حقوقك على حقوق أخواته، لأن الله تعالى أمر بأن يعطى كل ذي حق حقه.

أما وجود أخيه الأكبر في البيت، مع عدم التزامه بالآداب الشرعية، فهذا لا يجوز له، ولا يجوز لزوجك أن يقره عليه، لا سيما إذا كان وجوده في البيت يحصل عنه خلوة محرمة بينك وبينه، وقد حرم الشرع ذلك، وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله، أريت الحمو؟ قال: الحمو الموت! " والحمو: أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج. كما لا يجوز الاجتماع معه على الطعام، لأنه تنكشف فيه بعض العورة في الغالب، فلربما وقع بصره عليك وأنت في هذه الحالة أو غيرها، وهو أمر محرم لقوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:٣٠] ويجب على زوجك أن ينصح أخاه بالمعروف، فيما يقع فيه من مخالفات شرعية، والله تعالى لا يستحي من الحق. وينبغي أن تكون نصيحته له من خلال أوامر الشرع الحنيف، الذي ترغم أمامه الأنوف، وتتواضع عنده النفوس، وتصغر أمامه الكبرياء.

وعليك كذلك أن تتحلي بالصبر، وحسن عرض الكلام على زوجك، دون تشنج أو رفع صوت للحفاظ على المودة والرحمة، والله يجعل لك من أمرك يسراً، كما أن عليك أن تبذلي قصارى جهدك في التستر حال حضور أخي زوجك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ محرم ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>