للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذهبوا لزيارة ففاتتهم الجمعة فصلوها ظهرا]

[السُّؤَالُ]

ـ[ذهبنا إلى قريب لنا مسافة ١٥ كيلو وقت صلاة الجمعة، وفاتتنا الصلاة، وعندما وصلنا صلينا الظهر ماذاعلينا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعلتموه من الذهاب لزيارة قريبكم بعد دخول وقت الجمعة ذنب عظيم يستوجب التوبة إلى الله عز وجل، فقد نص الفقهاء على أن السفر بعد دخول وقت الجمعة لا يجوز، ونقل الاتفاق على ذلك.

جاء في الموسوعة الفقهية: اتّفق الفقهاء على حرمة السّفر في يوم الجمعة بعد الزّوال لمن تلزمه الجمعة، لأنّ وجوبها تعلّق به بمجرّد دخول الوقت، فلا يجوز له تفويته.

قال في المغني: ولأن الجمعة قد وجبت عليه فلم يجز له الاشتغال بما يمنع منها كما لو تركها لتجارة.

وإن كانت المسألة ليست إجماعاً، ولكنه قول عامة العلماء وهو الصواب.

قال العراقي: قد ادعى بعضهم الاتفاق على عدم جوازه وليس كذلك، فقد ذهب أبو حنيفة والأوزاعي إلى جوازه كسائر الصلوات وخالفهم في ذلك عامة العلماء.

وإذا كان هذا كلام العلماء في السفر بعد دخول يوم الجمعة، ومعلوم أن المسافر لا تجب عليه الجمعة، فلا شك أن الانتقال من مكانٍ إلى آخر بعد دخول وقت الجمعة إذا كان سيؤدي إلى فوات الجمعة أولى بالتحريم، إذا كان لا يسمى سفراً، كما وقع لكم في زيارتكم تلك، وقد أمر الله بالسعي إلى الجمعة، ونص على تحريم الاشتغال بالتجارة بعد الأذان الثاني وفي معناها كل ما يشغل عن الجمعة، قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع. {الجمعة:٩} .

وعلى هذا، فالواجب عليكم أن تتوبوا إلى الله عز وجل من هذا التفريط والتساهل الذي أدى بكم إلى أن فاتتكم الجمعة، وما فعلتموه من صلاة الظهر صحيح، وهو الواجب عليكم، لأن من فاتته الجمعة ففرضه أن يصلي الظهر، وانظر الفتوى رقم: ١١٦٧٩.

ولا يجب عليكم شيء زائد على صلاة الظهر سوى ما ذكرنا من التوبة والندم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>