للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المال المحرم خبيث في حق كاسبه لا في حق من دفع إليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[شيوخنا الأفاضل/ جزاكم الله خيراً على ما تبذلون من جهد ووفقكم الله وسدد خطاكم على الحق ... أما بعد:

أنا شاب مصري صيدلي دفعة ٢٠٠٥ وعمري ٢٣ عاماً ولي رغبة ملحة في الزواج كي أعصم نفسي من الفتنة وأهلي يدفعونني لذلك دفعاً ومستعدون للتكفل بالأمر وتحمل كل التكاليف جزاهم الله خيراً، ولكن المشكلة تكمن في أنهما كانا يعملان في إحدى الدول العربية من عام ٩٥ وحتى عام ٩٨ تقريباً وكانا يحولان ما يدخرانه من مال إلى البنك الأهلي المصري ثم إذا رجعنا في إجازة العام الدراسي كانا يضعان بعض المال في صورة شهادات ذات الربح المركب أي تضع الشهادة بمبلغ ١٠٠٠ جنيه على أن تستردها ٤٠٠٠ جنيه تقريباً بعد ١٠ أعوام وإذا تم سحبها خلال تلك الـ ١٠ أعوام تخسر الكثير. علماً بأنني أصغر إخوتي وقد قام والداي بتزويج أخي وأختي وما تبقى معهما من مال هو هذه الشهادات وما حصلا عليه من فك معظمها، وأنا مقتنع بأن هذه البنوك ربوية وقد نصحتهما كثيراً أن ينقلا تلك الأموال إلى بنك مصر للمعاملات الإسلامية حيث كانا يضعان بعض الأموال فيه ولكنهما لم يفعلا، علماً بأن حساب بنك مصر قد انتهى، أخيراً أحيط حضراتكم علماً بأن دخلي الحالي هو ما يقرب من ٤٥٠ جنيه وفي انتظار بعض الزيادة إن شاء الله قريباً، أنا أفضل الانتظار على أن أبدأ حياتي على مال فيه شبهة أكيدة، أفتوني جزاكم الله خيراً؟ جزاكم الله عني خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق, وأن ييسر أمرك, ويرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك.

وأما بخصوص سؤالك فإنه لا ريب أن ودائع وشهادات البنوك الربوية ودائع محرمة شرعاً لأنها ربا، وقد سبق بيان ذلك مفصلاً في الفتوى رقم: ٦٠١٣.

فالواجب على والديك سحب ودائعهما من هذه البنوك الربوية وليس لهما إلا رأس ماليهما، أما الأرباح الناتجة عن ذلك فهي أموال محرمة يجب التخلص منها بإنفاقها على الفقراء والمساكين والمحتاجين، وإذا كنت واحداً من هؤلاء المحتاجين -وهذا هو الظاهر من حالك- فلا مانع من قبول المساعدة من والديك في زواجك من ذلك المال الخبيث لأن هذا هو مصرفه، وهو خبيث في حق كاسبه لا في حق من دفع إليه ممن مصرف له، فإذا كنت محتاجاً فهو بالنسبة لك مال طيب، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ١٨٧٢١.

هذا وينبغي لك الاستمرار في نصح والديك وتخويفهما بالله تعالى لعل الله يهديهما فيتوبا من التعامل بالربا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ صفر ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>