للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم المرتد عن الدين بعد إسلامه]

[السُّؤَالُ]

ـ[نحن نريد أن نستفيد بعلمكم ومعرفتكم المتعمقة في دراسة القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يطرح علي -منتلتي كنسلتنج- عدة مرات سؤال في أحوال مثل هذه رجل ألماني كان بغير دين أسلم وكان عمره ١٧ سنة، ليس بالغ النضوج حسب القانون الألماني وبعد أن تعمق في دراسة الإسلام غير أفكاره وخرج من الدين الإسلامي وأصبح مسيحيا وعمره ٢٣ سنة، ثم بدء يبرر خروجه من الدين الإسلامي عن طريق نقده إلى نظام الدين الإسلامي كله وخاصة أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يزيد من خطر كفره، أنه لا يحتفظ بهذا النقد لنفسه بل يظهره إلى مسلمين آخرين ورجال من الإعلام في أوروبا، والسؤال الآن هو: ما حكم الإسلام عليه، فأرجو أن يكون ردكم بدلائل من القرآن والسنة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا حكمه في الإسلام القتل بعد الاستتابة وهو حد المرتد ولا خلاف فيه بين فقهاء المسلمين جميعهم، بل قالوا إن الردة عن الإسلام أغلظ من الكفر الأصلي، وهذا الحد إنما يقيمه الإمام أو نائبه، واعلم أن من هؤلاء الكفار من يظهر دخوله في الإسلام ثم الارتداد عنه كيداً للدين وصداً عنه وتلبيساً على بعض ضعاف الإيمان من المسلمين، كما أخبرنا الله تعالى عن ذلك، فقال: وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {آل عمران:٧٢} ، وعلى كل فمهما بذل هؤلاء من جهد ومكر فإن ذلك كله لن يطفئ نور الله، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٤٠١١٣، والفتوى رقم: ٣٣٥٦٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٧ ربيع الثاني ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>