للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[غلو الفتاة في حب معلمتها]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي هو: هل يعتبر حب الشخص لذاته وأخلاقه نوعا من الاعجاب؟ علما بأن ابنتي تحب معلمتها حبا كثيرا ولكنها تحبها لدينها وأخلاقها لدرجة أنها تقلدها في الصلاة وفي التستر ولكنها تحبها حبا كثيرا مثل ما ذكرت سابقا ومستعدة لتنفيذ أي عمل تطلبه منها فهل يعتبر ذلك نوعا من الإعجاب وما حكمه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا حكم العشق وأنواعه ودواعيه وكيفية علاجه وذلك في الفتوى رقم: ٨٤٢٤، وهنا قد يكون حب الفتاة لمعلمتها حبا أخويا مصدره إعجاب بأخلاق معلمتها والتزامها وسلوكها فتقلدها في طريقة أدائها أو حديثها أو هيئة لباسها العفيف المشروع ونحو ذلك, وهذا لا حرج فيه ما لم يصل إلى الغلو الممنوع كأن تعجب وتبارك كل ما يصدر منها سواء أكان مشروعا أم غير مشروع, وكأن تقلدها في كل شيء تفعله دون أن تعلم حكمه هل هو مشروع أم لا وهكذا، ومما هو ممنوع أيضا أن يكون حبها لمعلمتها فيه شذوذ كأن تلتذ بصوتها أو جمالها ونحوه. وقد بينا حرمته في الفتوى المحال إليها سابقا.

ومهما يكن من أمر فتشبه المرأة بمثلها من أخواتها المسلمات لا حرج فيه ما لم يكن في أمر محرم، مع التنبيه إلى أن الغلو في ذلك لا ينبغي؛ لأن الإفراط في محبة أي شخص قد ينعكس سلبا. ولذا قيل أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما.

وقد تؤدي كذلك إلى أمر محرم فلا تنبغي المبالغة في شيء من ذلك, ولكن تضبط المحبة بضوابط الشرع وتكون لله وفي الله, حينئذ تدوم وتنفع أصحابها, وما عدا ذلك فهو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فننصح تلك الفتاة أن تضبط حبها لمعلمتها بضوابط الشرع, وأن لا تغالي فيه, وأن يكون لله وفي الله.

ونسأل المولى جل وعلا أن يهدي قلبها وأن يرشدها إلى سواء الصراط, وأن يرزقها رفقة صالحة تعينها على طاعة ربها والتزام أوامره واجتناب نواهيه, وأن يجعلها ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>