للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إذا تعارضت طاعة الزوج مع طاعة الوالدين]

[السُّؤَالُ]

ـ[منذ زواجي توجد خلافات بين زوجي وأهلي وصلت إلى اعتبار كل طرف منهم أن الآخر غير موجود، ويقتصر السؤال فى حالات المرض والمناسبات الاجتماعية المحدودة جداً، مشكلتي إحساسي بالتقصير مع أهلي وعدم قدرتي على التوفيق بين زوجي وأهلي وخاصة أن المشاكل أخذت شكلا يصعب الوصول فيه إلى حل، عمل زوجي يتطلب سفره أسبوعين أو أكثر لمدة قد تمتد إلى أعوام، سابقا كنت إذا سافر زوجي سواء لمدة طويلة أو قصيرة لكنها غير دائمة كنت أبيت عند أهلي، ولكن منذ نقله الجديد يرغب زوجي فى مكوثي ببيتي ويقتصر الأمر على زيارة أهلي فقط، هذا الوضع الجديد يغضب أبي وأمي فهم يريدوني أن أبيت معهم، مع العلم بأني لم أصرح بأنها رغبة زوجي حتى لا أزيد من الفجوة الكبيرة بينهم وقلت إنها رغبتي. فهل بتنفيذ ما يريد زوجي وعدم مبيتي مع أهلي أثناء سفره مما يثير غضبهم مني يكون ذلك عقوقا لأبي وأمي؟ علما بأني أريد أن أرضيهم ولكن فى أحيان كثيرة يتعارض إرضاؤهم مع رغبة زوجي، فأني أخاف أن أرضي زوجي وخاصة مع وجود خلافات بين أهلي وزوجي وأكون فى نفس الوقت عاقة لأهلي فربي يعلم أني أريد إرضاءهم وأن أنال ثواب رضا الوالدين؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام هذا المكان الذي أسكنك فيه زوجك آمناً لا خوف عليك فيه من لصوص أو فساق أو نحوهم فإنه يجب عليك القرار فيه حال غياب زوجك طاعة له، لأن طاعته في ذلك واجبة، وإذا تعارضت طاعة الزوج مع طاعة الوالدين فواجب على المرأة أن تقدم طاعة زوجها ما دامت في غير معصية، لأن حق زوجها أعظم من حق والديها، وطاعته أوجب من طاعتهما.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى: المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب. انتهى. وقد بينا ذلك بشيء من التفصيل في الفتوى رقم: ٤٥٦٧٥.

مع أن الأولى بالزوج أن يأذن لزوجته بالمبيت عند أهلها حال سفره إن أرادت ذلك وهذا على سبيل الاستحباب والأفضلية، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: ١٠٩٨٨٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢١ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>