للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قوله تعالى (تعبدون) في الشعراء و (يعبدون) في الذاريات]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد معرفة الفرق بين كلمة تعبدون في الآية ٧٥ من سورة الشعراء وكلمة يعبدون الآية ٥٦ من سورة الذاريات.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

الفرق بين الكلمتين المذكورتين: أن الأولى من كلام إبراهيم لقومه وتوبيخهم على عبادة الأصنام، وأن الثانية من كلام الله تعالى لتعليم عباده الهدف من خلقهم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن آية الشعراء جاءت في سياق محاجة قوم إبراهيم له عند دعوته لهم بتوحيد الله تعالى وترك ما كانوا يعبدون من الأصنام والكواكب.. وبداية السياق قول الله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ. {الشعراء٧٠،٦٩}

قال إبراهيم لقومه: أفرأيتم - أيها القوم - ما كنتم تعبدون " من هذه الأصنام " أنتم وآباؤكم الأقدمون " الأولون الذين كانوا على عبادة الأصنام.

وأما آية الذاريات فبدايتها: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. {الذاريات٥٦}

فهي تبين الهدف أو المقصد الذي من أجله خلق الله عز وجل الإنس والجن وهي عبادته وحده لاشريك له قال أهل التفسير: إلا ليعبدون أي إلا ليقروا بالعبودية طوعا وكرها.

وأصل العبودية الخضوع والذل والمحبة

فالفرق بين الكلمتين: أن " ما كنتم تعبدون " في سورة الشعراء من كلام إبراهيم لقومه.

وكلمة " ليعبدون " من كلام الله الموجه إلى عباده ليعلمهم الهدف الذي من أجله خلقهم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ محرم ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>