للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أبوه يسيء إليه ويفرط في حقه فماذا يفعل]

[السُّؤَالُ]

ـ[إخواني: أريد نصيحة أبي يسب ويشتم ويحرمني من العيد وفرحته مع أن عمري لم يتجاوز ١٣,٥ سنة

أنا حياتي كلها نكد في نكد مع أني أحاول أن أرضيه بكل السبل وما ألاقي غير التهديد بالضرب!

وللإضافة أبي يدخن ولا يصلي في رمضان وغير رمضان زيادة على أنني أنا من يتحمل كل العقبات وأنا من يعمل في مكتب الاتصالات الخاص بنا لا هو , ومع ذلك ينكر أنني أفعل له شيئاً.

حتى المسجد أتت فترة علينا وقد منعني فيها من الصلاة في المسجد وأنا صابر حتى الآن.

اطلب نصيحتكم ومشورتكم في الأمر.

ورجاءً بسرعة لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وأنا كلفت أكثر من وسعي ملايين المرات.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وأن يزيل عنك الكرب، وأن يهدي أباك ويصلحه، وأن يرزقك بره والإحسان إليه.

ولا يخفى عليك ما جعل الإسلام من مكانة للوالد على ولده فقد قرن الله تعالى حقه بحقه وأمر بالإحسان إليه ولو كان كافرا، وقد سبق أن بينا بعض النصوص الدالة على هذه المعاني وراجع في هذا الفتوى رقم: ٨١٧٣، وما ذكرت عن أبيك إن ثبت عنه فلا شك أنه من التفريط العظيم، فترك الصلاة من كبائر الذنوب ومن أعظم المنكرات، ومن كان مفرطا في حق الله تعالى لا يستغرب منه أن يفرط في حق خلقه، ومع هذا كله فمن أهم ما نوصيك به أن تقابل هذا الابتلاء بالصبر والإحسان، ومن أعظم سبل الإحسان إلى والدك هذا سعيك في سبيل إصلاحه وهدايته، ومما يعينك في هذا السبيل كثرة الدعاء لوالدك بالهداية والصلاح، وصبرك عليه وبرك به، ويمكنك أيضا الاستعانة ببعض أهل الفضل والعلم ليقوموا بنصحه، وانظر الفتوى رقم: ١٩٤٠٩.

وأما منعه إياك من الصلاة في المسجد فلا تجب عليك طاعته في ذلك إن كنت قد بلغت الحلم، لأنك حينئذ تكون مكلفا وصلاة الجماعة واجبة على الراجح من أقوال أهل العلم كما هو مبين بالفتوى رقم: ١٧٩٨، وراجع في علامات البلوغ الفتوى رقم: ١٠٠٢٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>