للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يعد ديوثا من تزوج من امرأة زنت ثم تابت]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة لدي مشكلة حيث كانت تربطني علاقة برجل وعدني بالزواج ووقعت معه في الحرام، مما أدى إلى فقداني لعذريتي، وبعد سؤال لأحد منتسبي العلم أفتى له بأن أزوجه نفسي أي على مذهب أبي حنيفة، لكن دون حضور شهود أو ولي مع ترديد كلمة زوجتك نفسي ويقول هو تزوجتك على سنة الله ورسوله، وفي انتظار إعلان ذلك استمر الحال لمدة سنة ونصف، ولكن بعد مدة توفي هذا الرجل وبقيت في حيرة من أمري وبعد مدة تقدم لي شاب ذو أخلاق حسنة وأراد أن يرتبط بي فأخبرته بما حدث، لكنه متردد في الارتباط بي لأنه يرى أن هذه العلاقة السابقة غير شرعية وفي حالة قبوله يخشى أن يعصي الله كما يخشى أن يكون قبوله بالارتباط بي من الدياثة (أي ديوث) ، مع العلم بأنني أحبه ويحبني وهو محتار في أمره أيقدم أم يحجم، أفتونا في هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب عليك أيتها الأخت أن تتوبي إلى الله تعالى من هذا الذنب العظيم، وهذه الفاحشة المقيتة، وتذكري عقاب الله تعالى للزناة والزواني والذي سبق ذكره في الفتوى رقم: ٢٦٢٣٧، ومن تاب إلى الله تعالى توبة صادقة نصوح غفر الله ذنبه وتاب عليه، وبدل سيئاته حسنات, والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

التوبة التي ترسم ظلالها على حياتك ماضياً بالندم على ما بدر، وحالا بالإقلاع عن هذا الذنب، ومستقبلاً بالعزم الصادق على عدم العودة إليه.

والفتوى التي أفتاكم به ذلك الجاهل المفتري على الله فتوى باطلة معارضة لكتاب الله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وما كنا ينبغي لك أن تخبري أحداً بما حصل منك، بل كان ينبغي لك أن تستتري بستر الله تعالى وانظري الفتوى رقم: ٦٩٧٢.

وأما زواج هذا الرجل بك الآن بعد توبتك فلا حرج فيه، ولا يعد بذلك ديوثاً.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ ربيع الأول ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>