للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المسلم يوازن بين أمور آخرته ودنياه]

[السُّؤَالُ]

ـ[كيف أوفق بين حياة الالتزام والتمتع بالحياة كالسفر والتنزه, وكيف أوفق بين التوفير بالمال, والإنفاق في سبيل الله, وهل يجب علي أن أوفر مالا كثيرا أو الأفضل الإنفاق حتى لا أترك المال للورثة ولم أتمتع به, فيصبح خسارة علي, وجزاكم الله خيرا..]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي للمسلم التوسط والاعتدال في حياته من جهة، ويوازن بين حاجة الروح وحاجة الجسد من جهة أخرى، فليست الاستقامة على طاعة الله تعالى بمانع شرعا من الترفيه بما هو مباح شرعا كما بينا في الفتويين: ١٨٩٤١، ٦٤٩٦، بل يمكن للمسلم أن يجعل العادة بالنية الصالحة عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى، وراجع الفتوى رقم: ٢٤٧٨٢.

ومن جهة الإنفاق فينفق المسلم ويتصدق من ماله في سبيل الله، ويترك من ماله ما يغني به ورثته عن سؤال الناس، ولا يجب على الشخص أن يوفر مالا كثيرا، وليس الأفضل له أن ينفق ماله حتى لا يترك للورثة شيئا بل عليه أن يتوسط في ذلك، وما تركه للورثة لا يعد خاسرا فيه ما دام يقوم بواجباته الشرعية فيه من صدقة وغيرها، ولا يجوز للمسلم أن ينفق ماله كله بقصد حرمان جميع الورثة، ولمزيد الفائدة يمكن مطالعة الفتويين: ٧٦٤٥٦، ٦٧١٣١، وبخصوص حكم التصدق بجميع المال راجع الفتويين: ٧٨٨٨١، ١٠٩٠٥٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ جمادي الثانية ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>