للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كيفية رد المال المسروق من سارق]

[السُّؤَالُ]

ـ[كان أخي الأكبر مني سنا يعمل بشركة تابعة للدولة، شركة تبيع القنوات الفضائية وكان يأخذ منها بعض الأموال هو ومدير الشركة ووبعض الأعضاء ولا أدري بعلم المدير أم لا, وأنا كنت آخذ منه بعض الأموال دون علمه أي من أخي ولأنه كان لا يعلم كم عنده من مال وكان كثير الصرف يبعثرها في كل شيء وليست لها قيمة عنده وجمعت منه مبلغا من المال واستأجرت به محلا تجاريا واشتريت بعض المعدات للمحل يساعدني على أمور الحياة ومازال المحل يشتغل ولله الحمد..

وترك أخي الشركة وتقريبا انحلت تلك الشركة وخلال خروج أخي منها طلبوه بتعويض مالي هو وبعض أعضاء الإدارة ولم يكن أخي من أعضاء الإدارة ولم يخرج أخي من الشركة بإرادته ولكن المدير الجديد غير معظم العاملين بالشركة أي طردوهم بعد أن أخذوا منهم تعويضات ومبلغا من المال.

السؤال: ما حكم المال الذي أخذته من أخي من دون علمه وما حكم المحل والمال الذي أجنيه من هذا المحل وحيث إني لا أستطيع أن أرد المال إلى أخي أو أخبره أني كنت أسرقه فكرت أن اترك له المحل وتقريبا المحل يساوي ذلك المبلغ الذي أخذته منه سابقا ولكن بحجة ماذا ولا أعرف ماذا أفعل ولا يستطيع أخي رد المال إلى الشركة لأن الشركة كما قلت انحلت أو على وشك، ويصعب رد المال إلى الجهات العامة التابعة للدولة.

أفيدوني أفادكم الله...........]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

من سرق مالا مسروقا فيجب عليه رده إلى مالكه لا إلى السارق، ومن استثمر مالا حراما في شيء مباح فأرباحه له وعليه رد أصل المال فقط إلى أصحابه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينظر في الأموال التي قمت بسرقتها من أخيك فإن كانت أموالا مسروقة أصلا فليست ملكا لك ولا لأخيك وإنما هي ملك من سرقت منه، ويجب ردها إليه إن أمكن، فإن لم يمكن ردها فيجب عليك التخلص منها بإنفاقها في وجوه الخير ومصالح المسلمين مع وجوب التوبة إلى الله عز وجل من هذا الذنب.

أما إن كانت هذه الأموال من مال أخيك فالواجب ردها إليه بطريقة أو بأخرى أو تستسمح منه.

وفي كلا الحالين فالذي يلزمك هو رد قدر المال الذي سرقته فقط، أما أرباحه فلك وراجع الفتوى رقم: ٥٠٤٧٨.

وإذا كان المحل يساوي نفس المبلغ المسروق فبعه ورد ما عليك من حق إن لم يكن لك مال غيره تسدد به هذا الدين المتعلق بذمتك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ رمضان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>