للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإحسان إلى الأقرباء يؤدي للألفة والمحبة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا حماتي أتت لبيتي واعتدت علي بالكلام الجارح والإهانة وحاولت ضربي دون أن أخطئ في حقها وقامت بطردي من بيتي وقالت لي نحن لا نريدك اذهبي لأهلك ولا ترجعي، وقالت لي كلاما يمس الشرف والحياء وقالت لزوجي لا تحضرها لبيتنا وذلك كله دون أي ذنب مني فقط لأنها تكرهني ولأني كنت مسافرة عند أهلي وهي تعتقد أني أخذت نقود السفر من زوجي بينما أنا لي راتب وأنفقت مصاريف السفر من راتبي وهي تريد نقودا من زوجي وتظن أنه يعطيني ولا يعطيها ... وبعد ما فعلته أنا رجعت لأن زوجي يريدني ولا أستطيع أن أعصيه ولكني لم أكلم حماتي ولم أذهب لبيتها (وهي طلبت من زوجي أن لا يحضرني إلى بيتها) والآن مضى ٤ شهور على هذا الحال.. أنا خائفة وقلقة جدا أن لا يرفع الله أعمالي لأن بيني وبين حماتي قطيعة وكرامتي لا تهون علي بأن أذهب وأصالحها.... فهل أنا آثمة من القطيعة مع العلم أنها هي السبب وهي التي قالت نحن لا نريدك ... فماذا أفعل؟ نحن في شهر رمضان والعيد قريب وأنا أكثرت من أعمال الخير في شهر رمضان فهل يعقل أن لا ترفع أعمالي وأنا لم أذنب وأنا المظلومة.؟؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا، فهذا المر يقلق منامي ويؤرقني..]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس لحماتك أن تطردك من بيتك، ولا ينبغي أن تستجيبي لها إن أرادت ذلك، ولا حرج عليك أن تدافعي عن نفسك، وعلى ولدها أن يمنعها من الظلم والتسلط عليك، وإن كان الأولى والذي ننصحك به هو مسامحتها والتجاوز عن هفوتها، فقد قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت: ٣٤ ـ ٣٥} وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن قرابته الذين يصلهم ويقطعونه ويحسن إليهم ويسيؤون إليه ويحلم عليهم ويجهلون عليه، قال له: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. ومعنى (تسفهم المل) تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم كما يلحقهم الألم في الرماد الحار، ولله در القائل:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *لطالما ملك الإنسان إحسان.

فينبغي أن تعصي الشيطان وتذهبي إلى حماتك في بيتها وتسلمي عليها وتعتذري لها، فربما بلغها عنك ما تكره، وبذلك تميتين الخلاف، وترضين زوجك وتعينيه على طاعة وجلب رضا والديه فتكونين زوجة صالحة، وللفائدة انظري الفتوى رقم: ٦٨٠٨٨، وإذا فعلت ما عليك بأن سلمت عليها متى ما لقيتيها وزرتها فقد فعلت ما عليك، فإن استجابت هي فبها ونعمت، وإلا فإنها تبوء بالإثم وحدها؛ كما بينا في الفتوى رقم: ٢٥٠٧٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ شوال ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>